أنبأنا محمد المنذر قال. سمعت عباس يقول: قال يحيى بن معين: قال لي هشام بن يوسف: جاءني مطرف بن مازن فقال: أعطني حديث ابن جريج ومعمر حتى أسمعه منك، فأعطيته فكتبها عنى (1)، ثم جعل يحدث بها عن معمر نفسه (2) وعن ابن جريج، فقال لي هشام: انظر في حديثه فهو مثل حديثي سواء، فأمرت رجلا فجاءني بأحاديث مطرف بن مازن، فعارضت بها، فإذا هي مثلها سواء، فعلمت أنه كذاب.
النوع الثاني عشر قال أبو حاتم: ومنهم من كتب الحديث ورحل فيه الا أن كتبه قد ذهبت، فلما احتيج (3) إليه صار يحدث من كتب الناس من غير أن يحفظها كلها أو يكون له سماع فيها كابن لهيعة وذويه.
حدثني محمد بن المنذر قال سمعت أحمد بن الواضح المصري يقول: كان محمد بن خلاد الإسكندراني رجلا صالحا ثقة، ولم يكن فيه اختلاف حتى ذهبت كتبه، فقدم علينا رجل يقال له أبو موس في حياة ابن بكير، فدفع (4) إليه نسخة ضمام بن إسماعيل ونسخة يعقوب، فقال أليس قد سمعت النسختين؟ قال نعم، قال فحدثني بها قال: قد ذهبت (5) كتبي ولا أحدث به. قال فما زال به هذا الرجل حتى خدعه وقال: النسخة واحدة فحدث بها، فكل من سمع منه قديما قبل ذهاب كتبه فحديثه صحيح، ومن سمع منه بعد ذلك فحديثه ليس بذاك.