شديد الحمل عليه، وإنما روى بزيع هذا أحرفا يسيرة إلا أن فيها مناكير لا تشبه حديث الاثبات، فوجب مجانبته في الروايات.
بقية بن الوليد الحمصي الكلاعي (1) من أنفسهم كنيته أبو محمد المتيمي، يروى عن محمد بن زياد الألهاني، روى عنه ابن المبارك والناس، كان مولده سنة عشر ومائة، ومات سنة سبع وتسعين ومائة، اشتبه أمره على شيوخنا حدثني بنسبته سلام بن معاذ بدمشق قال حدثني عطية بن بقية بن الوليد قال حدثني أبي بقية بن الوليد بن صائد بن جرير بن فضالة بن كعب المتيمي الحمصي (2) الكلاعي سمعت ابن خزيمة يقول: سمعت أحمد بن الحسن الترمذي يقول: سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله يقول: توهمت أن بقية لا يحدث المناكير إلا عن المجاهيل فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير فعلمت من أين أتى.
قال أبو حاتم: لم يسبه (3) أبو عبد الله رحمه الله، وإنما نظر إلى أحاديث موضوعة رويت عنه عن أقوام ثقات فأنكرها; ولعمري إنه موضع الانكار، وفى دون هذا ما يسقط عدالة الانسان في الحديث، ولقد دخلت حمص وأكثر همى شأن بقية فتتبعت حديثه وكتبت النسخ على الوجه وتتبعت ما لم أجد يعلو من رواية القدماء عنه فرأيته ثقة مأمونا، ولكنه كان مدلسا، سمع من عبيد الله بن عمر وشعبة ومالك أحاديث يسيرة مستقيمة، ثم سمع عن أقوام كذابين ضعفاء متروكين عن عبيد الله بن عمر وشعبة ومالك مثل المجاشع بن عمرو، والسري بن عبد الحميد وعمر بن موسى الميثمي وأشباههم وأقوام لا يعرفون إلا بالسكنى، فروى عن أوليك الثقات الذين رآهم بالتدليس ما سمع من هؤلاء الضعفاء، وكان يقول: قال عبيد الله بن عمر عن نافع، وقال: مالك عن