ما رواه مصري عن ثقة عن ابن وهب، وإنما حدث عنه الغرباء، قال: حدثنا يزيد بن موهب عن ابن وهب، فقلت له: أين رأيت يزيد بن موهب؟ قال: بمكة سنة ست وأربعين، فقلت له: سمعت ابن قتيبة؟ يقول: دفنا يزيد بن موهب بالرملة سنة اثنتين وثلاثين، فبقى ينظر إلى.
وعندي أن كتبا رفعت عنده فيها من حدت موهب بن يزيد فتوهم أنه يزيد بن موهب فحدث ولم نميز، وذاك أن هذا الحديث ما رواه عن ابن وهب إلا هارون بن معروف، أخبرناه الصوفي عنه، ويزيد بن موهب أخبرناه ابن قتيبة عنه وموهب بن يزيد بن موهب سمع من أبيه، حدثناه محمد بن إسحاق بن خزيمة عنه وقتية بن سعيد ثناه محمد بن إسحاق الثقفي عنه، وأدخل على ابن أخي ابن وهب وأدخل على سفيان ابن وكيع فحدث به وإنما ذكرت هذه النبذ ليعرف محله في الحديث وعثرته فيه - ونسأل الله عز وجل جميل الستر بمنه.
أيوب بن عبد السلام (2) شيخ كأنه كان زنديقا، يروى عن أبي بكرة عن ابن مسعود: " إن الله تبارك وتعالى إذا غضب انتفخ (3) على العرش حتى يثقل على حملته ". روى عنه حماد بن سلمة، كان كذابا لا يحل ذكر مثل هذا [الحديث] ولا كتابته، وما أراه إلا دهريا يوقع الشك في قلب المسلمين بمثل هذه الموضوعات - نعوذ بالله من حالة تقربنا إلى سخطه.