حفص بن عمر الأبلي الذي يقول له الحبطي (1) كنيته أبو إسماعيل يقلب الاخبار ويلزق بالأسانيد الصحيحة المتون الواهية، ويعمد إلى خبر يعرف من طريق واحد فيأتي به من طريق آخر لا يعرف، روى عن ابن أبي ذئب وإبراهيم بن سعد ويزيد بن عياض ومالك ابن أنس قالوا: حدثنا الزهري عن سعيد بن المسبب قال: قلت لسعد: أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلى؟ قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [غير مرة لعلي] إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك وأنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ".
حدثناه محمد بن جعفر البغدادي بالرملة ثنا محمد بن سليمان بن الحارث بنا حفص بن عمر الأبلي. وهذا ليس من حديث سعيد بن المسيب ولا من حديث الزهري ولا من حديث مالك، وإنما عند مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن سعد قال: جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال: " ارم فداك أبي وأمي ".
حدثناه لمفصل بن محمد الجندي بمكة ثنا على بن زياد اللحجي ثنا أبو قرة قال ذكر مالك عن يحيى بن سعيد فساقه، فحمل حفص بن عمر الأبلي متن خبر يزيد بن عياض على مالك بن أنس عن الزهري عن سعيد متوهما أو متعمدا، وقرن إليه ابن أبي ذئب وإبراهيم ابن سعد، وليس هذا من حديثهما، وقوله المدينة لا تصلح إلا بي أو بك باطل، ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا قط ولا سعد رواه ولا سعيد بن المسيب حدث به ولا الزهري قاله ولا مالك رواه ولست أحفظ لمالك ولا للزهري فيما رويا من الحديث شيئا من مناقب علي عليه السلام أصلا فالقلب إلى أنه موضوع أميل.
وروى عن الأوزاعي عن عطاء عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم ما صعد المنبر فنزل حتى قال:
عثمان في الجنة.