يزين تالد أصله بطارف فضله، ويحكى طهارة نسبه وبراعة أدبه ويرجع من حسن المروة وكرم الشيمة إلى ما تتواتر به أخباره وتشهد عليه آثاره ويقول شعرا صادرا عن طبع شريف وفكر لطيف وذكره أبو نصر العتبى في تاريخ اليميني فقال قد جمع الله له بين ديباجتي النظم والنثر فنثره منثور الرياض جادتها السحائب ومنظومه منظوم العقود زانتها النحور والترائب فمن نثره ما كتبه إلى بعض أصحابه في شكاية لحقته وكان هو أيضا شاكيا برقتي هذه وانا عائد معود وقاصد بالزيارة مقصودا خاطب أصدقائي بما أخاطب وأكاتب إخواني بما أكاتب سمائي وقدة وأرضى رعدة تنتابني الحمى وتفارقني الشكوى نفسي نفسان ونفسي نفسان كأن الحول شاطرني فصوله فنلت غرته وحجوله فالربيع بين عيني وخيشومي والصيف كان بين صدري وحلقومي وما عرفت لعلتي هذه سببا إلا إني رأيت نفس الكرم شاكية فشاركتها في شكواها ووجدت عين الكمال متأذية فاحتملت عيني أذاها وقلت متمثلا لا ممتثلا:
ونعود سيدنا وسيد غيرنا * ليث التشكي كان بالعواد ثم ذكرت ما أعد الله للعباد من ثواب العلة في المعاد فاستصغرت من ذلك ما استعظمته وسهل مسلكي وان استوعرته وقلت نصح الله تلك النسمة من العلة وأعطى الشيخ بها أمانا من القلة وأعمى عنه ناظر الزمان ولا طرق إلى فنائه طوارق الحدثان وتمنيت إني واصلت غدوي برواحي في زيارة الشيخ مشاهدا للحال وإقباله نحو البرء والأقبال لكن حيل بين العير والنزوان ومنه قوله:
ان تكن كتابتي للأمير أنفا لم ترتع وبكر لم تفترع فلا أشوبها بأرب ولا أتسبب إليها بسبب فعل من لا يشين ولائه طمع ولا يشوب دعواه عيب ولا طبع غير أن الاضطرار بغير وجه الاختيار والعذر فيه مقبول عند ذوي الأخطار والأحرار وفلان يمسي بحق الجوار ولقد نشر جرائد شكره وأظهر بحسن البشر خبايا بره فملأ الأرض ثناء والسماء دعاء وعادة الأمير أن يحيى الآمال ويسترق الأحرار فليجعل متكرما هذا الأمل محظوظا ولا يجعله محطوطا