الملة وطود الحلم والرزانة وقس اللسن والإبانة وعلم الفضل والافضال ومقتدى العترة والآل انتهى. كان رحمه الله خاتمة أهل بيته في الرياسة بالعراق وعظيمهم الذي لا يزاحمه عظيم من دون اغراق عظم في الرياسة قدره وأشرق في سماء الايالة بدره وفوضت إليه نقابة الطالبيين بالري وقم وآمل وكان فاضلا عالما كبيرا عليه تدور رحى الشيعة واليه ترد أحكام الشريعة وخوطب بسلطان العلماء ورئيس العظماء وكان راوية للأحاديث يروى عن والده المرتضى السعيد شرف الدين محمد وعن مشايخه الكرام قدست أرواحهم وكانت مدته قبلة الآمال ومحط الرحال وباسمه الشريف نظم السيد عز الدين علي بن السيد الأمام ضياء الدين فضل الله الحسيني الراوندي حبيب النسيب للحسيب النسيب ولم يزل راقيا لأوج السعد والاقبال ممتطيا صهوة العز والجلال حتى اصابته عين الكمال وجرى الدهر على عادته في تبديل الأحوال فختم له بالشهادة ونال من خيري الدنيا والآخرة الحسنى وزيادة وكان سبب شهادته ان الملك خوارزم شاه تكش لما استولى على الري وتلك الأطراف وقتل من بها من الأعيان والاشراف كان الشريف المذكور ممن عرض على السيف وجرى عليه ذلك الظلم والحيف وذلك في سنة تسع وثمانين وخمسمائة وانتقل محمد ولده إلى بغداد ومعه السيد ناصر بن مهدي الحسيني وكان وروده إليها في شعبان سنة اثنين وتسعين وخمسمائة وتلقيا من قبل حضرة الخليفة الناصر لدين الله بالقبول ففوضت نقابة الطالبين في بغداد إلى السيد ناصر المذكور ثم فوضت إليه الوزارة فترك أمر النقابة إلى محمد بن السيد عز الدين فصار نقيب الطالبيين على رسم آبائه الطاهرين ثم حج ورجع إلى بلده رحمهم الله أجمعين. (تكش) بفتح المثناة من فوق والكاف والسين المعجمة على وزن حبش والله أعلم.
(السيد أبو عبد الله) جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسين بن