وسيأتي ذكرها إن شاء الله في ترجمة الوالد رضى (ره) في الطبقة العاشرة من هذا الكتاب ولشرف السادة المذكور من المنثور والمنظوم ما يفوق الدرر في أسلاكها والدراري في أفلاكها وله في النثر كلمات قصار كل واحدة منها تقصار وهي محذوة على مثال الأمثال كقوله من استغنى عن الدنيا فكأنه دعاها إلى الامتاع ومن حرص عليها فكأنه أغراها بالامتناع اللئيم من قصر عن الواجب من غير قصر في يديه ولا قصور فيما لديه الغنى معان ومن عادى معانا فقد عاد مهانا من دق نجارك عن نجاره فلا تجاره ومن قصر حسامك عن حسامه فلا تسامه ومن شعره قوله يمدح الوزير أبا نصر أحمد بن عبد الصمد سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
أشبه العصى إذا تأود قدا * وحكى الورد إذ تفتح خدا وثنى للوداع في حرمة البين * بنانا يكاد يعقد عقدا ولقد حاول الكلام فحاشا * واشييه فأسبل الدمع سردا لست أنسى وان تقادم عهدا * عهد أحبابنا بنجد ونجدا حين غصن الشباب غض ونجم * الوصل سعد بحسن اسعاد سعدى وغزال قد أورث البدر غيظا * وجهه الطلق والغزالة حقدا الف الصد والتجنب حتى * علم الطيف في الكرى ان يصدا فسقى عهده العهاد وان لم * يقض حقا لنا ولم يرع عهدا بل سقاه ندى الوزير فجدوى * راحتيه أجدى وأهنى وأندى وقوله من أخرى:
أراعك ان تجرى الدموع كما تجرى * وقد جد من يجرى إلى الوصل والهجر أتعجب أن أرعى المصابيح في الدجى * وقد زالت الشمس المنيرة عن حجري أيجمل تأتيني وجمل سرت بها * جمالتها نشوى الحمائل إذ تسرى لك الله من قال له لفظ وامق * يرى أنه يسلى ولكنه يغرى يكلفني الصبر الجميل وانما * يجر عنى كأسا أمر من الصبر