السلام عليك يا خليفة المسلمين، قال فرد عليه السلام وقال وعليك السلام أيها الأمير.
قال أهل السير: ثم إن أبا بكر بعث أسامة على مقتضى أمر رسول الله إلى حرب الشام فخرج وسار إلى أهل أبنى - بضم الهمزة وسكون الباء الموحدة وفتح النون على وزن فعلى فأغار عليهم وقتل - من أشرف له وسبى من قدر عليه وقتل من قاتل أباه ورجع إلى المدينة بالغلبة والظفر وكانت مدة غيبته في تلك السفرة أربعين يوما فخرج أبو بكر في المهاجرين وأهل المدينة يتلقونهم سرورا لقدومهم وسلامتهم.
قال صاحب الصفوة: وسكن أسامة وادى القرى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ثم نزل المدينة. (انتهى) وكان أسامة أبيض اللون شديد البياض وأبوه زيد أسود شديد السواد بالعكس على خلاف في الرواية فمر بهما مخور المدلجي وهما في قطيفة قد غطيا وجوههما وبدت أقدامهما فقال إن هذه الاقدام بعضها من بعض.
ولم يشهد أسامة شيئا من مشاهد أمير المؤمنين " ع " واعتذر عن ذلك باليمين التي كانت عليه إنه لا يقتل رجل يقول لا إله إلا الله وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله بعث سرية فيها أسامة فقتل رجلا يقال له مرداس بن نهيك من بنى مرة بن عوف وكان من أهل فدك وكان مسلما لم يسلم من قومه غيره فسمعوا بسرية رسول الله تريدهم وكان على السرية رجل يقال له غالب بن فضالة الليثي فهربوا وأقام الرجل لأنه كان مسلما فلما رأى الخيل خاف أن يكون من غير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فألجأ غنمه إلى عاقول من الجبل وصعد هو إلى الجبل فلما تلاحقت الخيل سمعهم يكبرون فلما سمع التكبير عرف انهم المسلمون فكبر ونزل وهو يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله السلام عليكم فتغشاه أسامة بن زيد فقتله واستاق غنمه ثم رجعوا إلى رسول الله فأخبروه فوجد رسول الله من ذلك وجدا شديدا وقد كان سبقهم قبل ذلك فقال رسول الله قتلتموه إرادة ما معه ثم قرأ صلى الله عليه وآله (يا أيها