غيره وكان له من الولد زيد هلك صغيرا ورقية أمها أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وأسامة أمه أم أيمن حاضنة رسول الله واسمها بركة الحبشية ورثها النبي من أبيه كانت وصيفة لعبد المطلب وقيل كانت لآمنة أم رسول الله وكانت تحضنه صلى الله عليه وآله حتى كبر فأعتقها حين تزوج خديجة وتزوجها عبيدة بن زيد بن الحرث الحبشي فولدت له أيمن وكنيت به واستشهد أيمن يوم حنين وهي التي شربت بول النبي فقال لها لن تشتكي وجع بطنك ابدا وقال لن تلج النار بطنك على خلاف في الرواية.
وقتل زيد في غزوة في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة وهو ابن خمس وخمسين سنة.
وعن خالد بن سمير قال لما أصيب زيد بن حارثة أتاهم النبي صلى الله عليه وآله فجهشت بنت زيد في وجه رسول الله فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى انتحب فقال سعد بن عبادة يا رسول الله ما هذا؟ قال هذا شوق الحبيب إلى حبيبه.
وقال علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى وما جعل أدعياءكم أبناءكم حدثني أبي عن ابن عمير عن جميل عن أبي عبد الله " ع " قال سبب ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما تزوج بخديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ في تجارة لها ورأى زيدا غلاما كيسا حصيفا فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه وآله دعاه إلى الإسلام فأسلم وكان يدعى زيد مولى محمد فلما بلغ حارثة بن شراحبيل الكلبي خبر زيد قدم مكة وكان رجلا جليلا فأتى أبا طالب " ع " وقال يا أبا طالب ان ابني وقع عليه السبي وبلغني انه صار لابن أخيك فاسأله اما ان يبيعه واما ان يفاديه واما ان يعتقه فكلم أبو طالب رسول الله فقال رسول الله هو حر فليذهب حيث شاء فقام حارثة فاخذ بيد زيد فقال له يا بنى الحق شرفك وحسبك فقال زيد لست أفارق رسول الله ابدا فقال له أبوه أفتدع حسبك ونسبك وتكون عبدا لقريش قال زيد لست أفارق رسول الله ما دمت حيا فغضب أبوه فقال يا معشر