ثم دخل سلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري (رض) فسلما فرد عليهما السلام فقال سلما على على بأمرة المؤمنين فسلما ولم يقولا شيئا ثم دخل خزيمة بن ثابت وأبو الهيثم بن التيهان فسلما فرد عليهما السلام ثم قال سلما على على بأمرة المؤمنين فسلما ولم يقولا شيئا ثم دخل عمار والمقداد فسلما فرد عليهما السلام وقال سلما على على بإمرة المؤمنين ففعلا ولم يقولا شيئا ثم دخل عثمان وأبو عبيدة فسلما فرد عليهما السلام وقال سلما على على بإمرة المؤمنين قالا عن الله ورسوله قال نعم ثم دخل فلان وفلان وعد جماعة من المهاجرين والأنصار كل ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وآله سلموا على على بإمرة المؤمنين فبعض سلم ولم يقل شيئا وبعض يقول عن الله ورسوله فيقول نعم حتى غص المجلس باهله وامتلأت الحجرة وجلس بعض على الباب وفى الطريق وكانوا يدخلون فيسلمون ويخرجون ثم قال لي ولأخي قم يا بريدة أنت وأخوك فسلما على على " ع " بإمرة المؤمنين فقمنا فسلمنا ثم عدنا إلى مواضعنا فجلسنا قال ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله عليهم جميعا فقال اسمعوا وعوا إني أمرتكم ان تسلموا على على " ع " بإمرة المؤمنين وان رجالا سألوني ان ذلك عن أمر الله تعالى وأمر رسوله ما كان محمد ان يأتي أمرا من تلقاء نفسه بل يوحى ربه وأمره أفرأيتم والذي نفسي بيده لأن أبيتم ونقضتموه لتكفرن ولتفارقون ما بعثني به ربى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر قال بريدة فلما خرجنا سمعنا بعض أولئك الذين أمروا بالسلام على على " ع " بإمرة المؤمنين من قريش يقول لصاحبه وقد التقت بهما طائفة من الجفاة البطاء عن الإسلام من قريش اما رأيت ما صنع محمد بابن عمه من علو المنزلة والمكان لو يستطيع والله لجعله نبيا من بعده فقال له صاحبه أمسك ولا يكبرن عليك هذا فانا لو فقدنا محمدا لكان فعله هذا تحت أقدامنا قال حذيفة ومضى بريدة ودخل المسجد وأبو بكر على المنبر وعمر دونه بمرقاة فناداهما من ناحية المسجد يا أبا بكر ويا عمر فقالا مالك يا بريدة أجننت فقال لهما والله ما جننت ولكن أين سلامكما
(٤٠٢)