بزمن الشارع ولم يردع عنه، مثل بنائهم على العمل بخبر الواحد واليد وأصالة الصحة، فإنه لا إشكال في اتصال عملهم في تلك الموارد إلى زمان الشارع، ولكن فيما إذا لم يكن كذلك أولم يحرز كونه كذلك لا يفيد مجرد بنائهم.
وبناء العقلاء على العمل بقول أهل الصناعة ومهرة كل فن إنما هو أمر لبي لالفظ فيه (1) كما هو واضح.
إذا عرفت ذلك يتضح لك الإشكال في حجية قول اللغوي (2)، وفي مثله لا يجوز التشبث بما ذكر، كما لا يخفى على المتأمل.
ومن ذلك يمكن الخدشة - في باب التقليد أيضا - في التمسك بهذا الدليل، لاحتمال أن يكون الاجتهاد - بهذا المعنى المتعارف في هذه الأزمنة - حادثا بعد غروب شمس الولاية فداه مهجتي.
اللهم إلا أن يقال: إنه يظهر من أخبار أهل البيت أن الاجتهاد والفتوى كان في زمنهم وبين أجلة أصحابهم أمرا معمولا به، كما لا يبعد (3).