إن من جملة الإشكالات الواردة في باب الإرادة الحادثة: أن الإرادة الإنسانية إذا كانت واردة عليه من خارج بأسباب وعلل منتهية إلى الإرادة القديمة، فكانت واجبة التحقق سواء أرادها العبد أم لم يردها، فكان العبد ملجأ مضطرا في إرادته، ألجأته إليها المشية الواجبة الإلهية * (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) * (1) فالإنسان كيف يكون فعله بإرادته حيث لا تكون إرادته بإرادته؟
وإلا لترتبت الإرادات متسلسلة إلى غير نهاية.
كلام المحقق الداماد وأجاب عنه المحقق البارع الداماد - قدس سره (2) -: بأن الإرادة حالة شوقية إجمالية للنفس، بحيث إذا ما قيست إلى الفعل نفسه، وكان هو الملتفت إليه بالذات، كانت هي شوقا إليه وإرادة له، وإذا قيست إلى إرادة الفعل، وكان الملتفت إليه هي نفسها لا نفس الفعل، كانت هي شوقا وإرادة بالنسبة إلى الإرادة من غير شوق آخر وإرادة أخرى جديدة.
وكذلك الأمر في إرادة الإرادة، وإرادة إرادة الإرادة، إلى سائر المراتب