هذا حال كتب روايته غالبا كالمستدرك، ولا تسأل عن سائر كتبه المشحونة بالقصص والحكايات الغريبة التي غالبها بالهزل أشبه منه بالجد، وهو - رحمه الله - شخص صالح متتبع، إلا أن اشتياقه لجمع الضعاف والغرائب والعجائب وما لا يقبلها العقل السليم والرأي المستقيم، أكثر من الكلام النافع، والعجب من معاصريه من أهل اليقظة! كيف ذهلوا وغفلوا حتى وقع ما وقع مما بكت عليه السماوات، وكادت تتدكدك على الأرض؟!
وبالجملة: لو كان الأمر كما ذكره هذا وأشباهه، من كون الكتاب الإلهي مشحونا بذكر أهل البيت وفضلهم، وذكر أمير المؤمنين وإثبات وصايته وإمامته، فلم لم يحتج بواحد من تلك الآيات النازلة والبراهين القاطعة من الكتاب الإلهي أمير المؤمنين، وفا طمة، والحسن، والحسين - عليهم السلام - وسلما ن، وأبو ذر، ومقداد، وعمار (1)، وسائر الأصحاب الذين لا يزالون يحتجون على كتب الأصول الأربعة، والتوحيد، ومعاني الأخبار وغيرها. توفى سنة 381 ه، وقبره الشريف في بلدة (ري) بالقرب من السيد عبد العظيم. انظر رجال العلامة: 147، بلغة المحدثين: 410، روضات الجنات 6: 132.
الثالث: هو رئيس الطائفة، شيخ الإمامية، مؤسس الحوزة العلمية في النجف الأشرف الشيخ محمد بن الحسن بن علي الطوسي، ولد في طوس سنة 385 ه في شهر رمضان المبارك، هاجر إلى بغداد مدينة العلم آنذاك سنة 408 ه فحضر عند زعيمي المذهب وعلمي الشيعة الشيخ المفيد والسيد المرتضى، توفي في النجف الأشرف سنة 460 ه ودفن فيها، له عدة كتب منها:
التهذيب، والاستبصار وهما من كتب الأصول الأربعة، التبيان، المبسوط، الفهرست وغيرها. انظر رجال العلامة: 148، أعيان الشيعة 9: 159، تنقيح المقال 3: 104.