ولا شبهة في أنه يصح منهم التخويف في مقام الابلاغ والانذار والتحذير بالبلاغ، فكذا من الرواة، فالآية لو فرض دلالتها على حجية نقل الراوي إذا كان مع التخويف، كان نقله حجة بدونه أيضا، لعدم الفصل بينهما جزما، فافهم (1).
____________________
هذا أشار بقوله: ((بان الآية لو سلم على وجوب الحذر مطلقا)) سواء كان بالاحكام الواقعية أو غيرها: اي سواء أفاد العلم أو لم يفد، ولكنها انما تدل على حجية رأي المجتهد ولا ربط بحجة رواية الرواي بما هو راوي ((فلا دلالة لها على حجية الخبر بما هو خبر حيث)) ان الخوف الواجب هو المتعقب للانذار و ((انه)) أي الانذار ((ليس شان الراوي)) بما هو راو فان شان الراوي ليس ((الا الاخبار بما تحمله)) من الاحكام ((لا التخويف والانذار وانما هو)) أي التخويف والانذار ((شأن المرشد أو المجتهد بالنسبة إلى المسترشد أو المقلد)).
(1) توضيح الجواب ان الشيخ (قدس سره) ان كان مراده ان الرواي بما هو راو ليس شانه ان يخوف وانما هو شان المجتهد والمرشد - فالجواب ما أشار اليه المصنف وهو ان الآية حيث دلت على وجوب الحذر عند انذار المنذر مطلقا سواء نقل الحكم غير المشتمل على انشاء التخويف أو نقله وأنشأ التخويف أيضا، والاجماع قائم على عدم الفصل بين نقله للحكم غير المجامع للتخويف وبين نقله للحكم مع انشاء التخويف أيضا معه، والرواة في الصدر الأول كانوا يجمعون بين الرواية والارشاد، وهم في حال كونهم رواة مرشدون أيضا، فالآية إذا دلت على حجية نقل المنذر إذا انضم اليه منه التخويف والانذار كان نقله حجة أيضا فيما إذا لم ينضم اليه منه الانذار والتخويف.
وان كان مراد الشيخ (قدس سره) ان الآية انما تدل على خصوص حجية المنذر بما هو منذر ومنشئ للتخويف، وان للراوي حيثيتين: حيثية كونه راويا وناقلا وهو من هذه الحيثية ليس بمنذر، وحيثية كونه منذرا ومنشئا للانذار وان حقيقة الانذار داخل في قوامها انشاء التخويف.
(1) توضيح الجواب ان الشيخ (قدس سره) ان كان مراده ان الرواي بما هو راو ليس شانه ان يخوف وانما هو شان المجتهد والمرشد - فالجواب ما أشار اليه المصنف وهو ان الآية حيث دلت على وجوب الحذر عند انذار المنذر مطلقا سواء نقل الحكم غير المشتمل على انشاء التخويف أو نقله وأنشأ التخويف أيضا، والاجماع قائم على عدم الفصل بين نقله للحكم غير المجامع للتخويف وبين نقله للحكم مع انشاء التخويف أيضا معه، والرواة في الصدر الأول كانوا يجمعون بين الرواية والارشاد، وهم في حال كونهم رواة مرشدون أيضا، فالآية إذا دلت على حجية نقل المنذر إذا انضم اليه منه التخويف والانذار كان نقله حجة أيضا فيما إذا لم ينضم اليه منه الانذار والتخويف.
وان كان مراد الشيخ (قدس سره) ان الآية انما تدل على خصوص حجية المنذر بما هو منذر ومنشئ للتخويف، وان للراوي حيثيتين: حيثية كونه راويا وناقلا وهو من هذه الحيثية ليس بمنذر، وحيثية كونه منذرا ومنشئا للانذار وان حقيقة الانذار داخل في قوامها انشاء التخويف.