وإن كان لاحتمال قرينية الموجود فهو، وإن لم يكن بخال عن الاشكال - بناءا على حجية أصالة الحقيقة من باب التعبد - إلا أن الظاهر
____________________
ومما ذكرنا يظهر ما في دعوى صاحب الفصول من دعوى اخذ العقلاء بأصالة الحقيقة، فان مرجعها إلى دعوى التمسك بالظهور الذاتي، ومن الواضح ان العقلاء يتمسكون بما هو أعم من الظهور الذاتي وهو كون اللفظ مفهما للمعنى بالفعل سواء كان موضوعا له أولا، ولو لقرينة عامة أو انصراف أو غير ذلك.
(1) لعله إشارة إلى أن المرجع في مقام العمل هو بناء العقلاء على الاخذ بالظهور، وليس لهم بناءان كما عرفت الا ان كيفية الاحتجاج من العبد على مولاه تختلف.
فان المولى لو لم ينصب قرينة ولكنه كان قد أراد من هذا الظاهر خلاف ما هو ظاهر فيه، فإذا قال لعبده لم أتيت بهذا الظاهر فاني لم أرده واقعا، فان العبد يحتج عليه ببناء العقلاء على الاخذ بالظاهر حتى يصل ما هو أقوى منه دالا على خلافه.
واما إذا نصب قرينة ولم تصل فان مطالبة المولى لعبده لها كيفية أخرى، فإنه يقول لم أتيت بهذا الظاهر وقد نصبت قرينة على عدم ارادته، وحينئذ يحتج العبد عليه بان الأصل عند العقلاء عدم القرينة حتى تصل، ولكن ليس ذلك لبنائهم على عدم القرينة، لما عرفت من أنه ليس للعقلاء الا بناء واحد وهو الاخذ بالظاهر، بل الاحتجاج على المولى بعدم القرينة من باب الاحتجاج بعدم قيام الحجة لا بالبناء على العدم.
ويمكن ان يكون إشارة إلى أن المرجع بعدما عرفت هو اصالة الظهور وانه ليس للعقلاء بناءان، فهو كما ينفي كون المرجع هو اصالة عدم القرينة كما يراه الشيخ، كذلك ينفي اصالة الحقيقة كما هو دعوى صاحب الفصول.
(1) لعله إشارة إلى أن المرجع في مقام العمل هو بناء العقلاء على الاخذ بالظهور، وليس لهم بناءان كما عرفت الا ان كيفية الاحتجاج من العبد على مولاه تختلف.
فان المولى لو لم ينصب قرينة ولكنه كان قد أراد من هذا الظاهر خلاف ما هو ظاهر فيه، فإذا قال لعبده لم أتيت بهذا الظاهر فاني لم أرده واقعا، فان العبد يحتج عليه ببناء العقلاء على الاخذ بالظاهر حتى يصل ما هو أقوى منه دالا على خلافه.
واما إذا نصب قرينة ولم تصل فان مطالبة المولى لعبده لها كيفية أخرى، فإنه يقول لم أتيت بهذا الظاهر وقد نصبت قرينة على عدم ارادته، وحينئذ يحتج العبد عليه بان الأصل عند العقلاء عدم القرينة حتى تصل، ولكن ليس ذلك لبنائهم على عدم القرينة، لما عرفت من أنه ليس للعقلاء الا بناء واحد وهو الاخذ بالظاهر، بل الاحتجاج على المولى بعدم القرينة من باب الاحتجاج بعدم قيام الحجة لا بالبناء على العدم.
ويمكن ان يكون إشارة إلى أن المرجع بعدما عرفت هو اصالة الظهور وانه ليس للعقلاء بناءان، فهو كما ينفي كون المرجع هو اصالة عدم القرينة كما يراه الشيخ، كذلك ينفي اصالة الحقيقة كما هو دعوى صاحب الفصول.