مخالفه أو لا يكون فيها قادرا على ذلك أو يكون بعضها قادرا على هذا وبعضه غير قادر عليه ويساق معهم دليل التمانع بعينه فإنه مفسد لقولهم وموجب لحدوث سائر هذه الأفلاك وفيه ترك تدينهم بقدمها.
فأما من قال من المنجمين إن هذه الكواكب محدثة وأنها حية قادرة قاصدة فإنه جوز تمانعها ولحوق العجز بها فإنهم لا سبيل لهم إلى العلم بكونها قادرة مختارة وما معهم فيه سوى الدعوى فيقال لهم لم قلتم إن هذه الأفلاك حية قادرة فإن قالوا لظهور ما ظهر من سيرها وقطعها البروج وكونها فيها على ترتيب ونظام وفي الأوقات المعلومة قيل لهم وما الدليل على أن هذه الحركات من فعلها وأنها قادرة عليها مع علمنا وإياكم بأنه قد يتحرك الحي والميت والقادر ومن ليس بقادر فما في ظهور الحركات منها ما يدل على أنها قادرة؟ وما أنكرتم أن يكون صانعها خالقا للسير وقطع البروج فيها؟.
فإن قالوا الذي به نعلم أن ما يظهر من حركات الناس وتصرفهم فعل لهم به نعلم أن سير هذه الكواكب وكونها في البروج فعل لها يقال لهم لم قلتم ذلك وما أنكرتم أن يكون علم الإنسان بأن نفسه فاعلة لقيامه وقعوده وضروب تصرفه المتعلق بقدرته هو وجوده لنفسه قادرة على ذلك ومختارة له وعلى خلاف صفته إذا دفع وسحب واضطر إلى حركة مثل حركة الحمى والفالج وأن يكون علمه بأن غيره من الناس المتصرفين في الصياغة والكتابة مختارون لذلك وقاصدون إليه وقادرون عليه يقع اضطرارا من وجه يلزم النفس العلم به لأننا قد نضطر إلى علم كون