الحجة فيه وما يدريكم أن الفلك لا يجوز أن يسكن يوما ما ولا أن يتحرك حركة مستقيمة في إحدى الجهات الست وإن كنتم لم تجدوا ذلك قط فإن قالوا لأن ذلك لو جاز لجاز أن يتحرك الماء والأرض سوم أنفسهما إلى فوق وأن تتحرك النار سوم نفسها إلى أسفل قيل لهم ما أنكرتم من جواز ذلك إن كان ها هنا متحرك يتحرك سوم نفسه بغير متحرك يحركه وما في وجودكم لتعذر هذا اليوم ما يدل على استحالته. ثم يقال لهم ما الدليل أولا على أن ها هنا متحركا يتحرك سوم نفسه بغير محرك يحركه ويخترع فيه الحركة أو من غير أن يكون قادرا على تحريك نفسه ومختارا لذلك فلا يجدون إلى تصحيح ذلك سبيلا.
ثم يقال لهم فيجب على اعتلالكم هذا استواء طبع الهواء والنار والماء والأرض لأن النار والهواء يتحركان أبدا صعدا سوم أنفسهما ولا يتحركان في غير هذه الجهة فيجب استواء طبعهما لاستواء حركتيهما إن كان اختلاف الحركات دالا على اختلاف الطباع وكذلك يجب اتفاق طبع الماء والأرض لاتفاق حركتيهما إلى جهة السفل وهذا ترك لقولهم إن الماء رطب والأرض يابسة والهواء رطب والنار يابسة فإن قالوا الأرض أقرب حركة من المركز من الماء فوجب اختلاف طبعيهما قيل لهم فوجب مخالفة طبع الصفحة التي نحن عليها من الأرض لطبع الصفحة التي تلي المركز لأن ذلك أقرب حركة إلى المركز وكذلك القول في تركيب الصفحات وهذا ترك قولهم.
ويقال لهم ويجب على اعتلالكم هذا أن تقضوا على اتفاق طبع كلية