لأحدهما إلا وهي واجبة للآخر وليس كذلك سبيل علم القديم وعلم المحدث.
ثم يقال لهم: لو كان جهة العلم بتماثل ما له تعلق بغير أن يكون متعلقهما واحدا على وجه واحد لوجب أن تكون الإرادة والقدرة المتعلقتان بالشيء الواحد المقدور والمراد على وجه الحدوث متماثلين لتعلقهما بمتعلق واحد على وجه واحد فلما بطل هذا من قولنا وقولكم بطل اعتباركم الذي إليه استندتم.
ثم يقال لهم: فيجب على اعتلالكم هذا إذا كان القديم سبحانه عالما لنفسه وبنفسه أن تكون نفسه كنفس علومنا لأنها متعلقة بالمعلومات كتعلق علومنا بها فلما لم يجز ذلك لم يجز أن يكون عالما بنفسه.
فإن قالوا: نحن لا نقول إنه عالم بالمعلومات بنفسه على أنه بنفسه يعلمها وأن المعلومات متعلقة بها وإنما نريد بذلك أنه عالم بها لا لمعنى يقارن نفسه فعبرنا عن هذا المعنى بأنه عالم بنفسه قيل لهم وكذلك نحن لسنا نريد بقولنا إن القديم تعالى يعلم المعلومات بنفس علمه أن علمه آلة له ومتعلق بالمعلومات تعلق الحبل بالحبل والجسم بالجسم وإنما نعني بقولنا إنه يعلم المعلومات بنفس علمه أنه يعلمها لا لمعنى يقارن العلم فعبرنا عن ذلك بأنه يعلم بنفس العلم وكذلك كل شيء