سيف بن عمر، عن أبي روق، عن أبي أيوب، عن علي، قال: الايمان منذ بعث الله تعالى ذكره آدم (ص) شهادة أن لا إله إلا الله، والاقرار بما جاء من عند الله، لكل قوم ما جاءهم من شرعة أو منهاج، فلا يكون المقر تاركا ولكنه مطيع.
وقال آخرون: بل عني بذلك أمة محمد (ص). وقالوا: إنما معنى الكلام: قد جعلنا الكتاب الذي أنزلناه إلى نبينا محمد (ص) أيها الناس لكلكم: أي لكل من دخل في الاسلام وأقر بمحمد (ص) أنه لي نبي، شرعة ومنهاجا. ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا قال: سنة ومنهاجا السبيل لكلكم، من دخل في دين محمد (ص)، فقد جعل الله له شرعة ومنهاجا، يقول: القرآن هو له شرعة ومنهاج.
وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قول من قال: معناه: لكل أهل ملة منكم أيها الأمم جعلنا شرعة ومنهاجا.
وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب لقوله: ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولو كان عني بقوله: لكل جعلنا منكم أمة محمد وهم أمة واحدة، لم يكن لقوله: ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة وقد فعل ذلك فجعلهم أمة واحدة معنى مفهوم، ولكن معنى ذلك على ما جرى به الخطاب من الله لنبيه محمد (ص) أنه ذكر ما كتب على بني إسرائيل في التوراة، وتقدم إليهم بالعمل بما فيها. ثم ذكر أنه قفى بعيسى ابن مريم على آثار الأنبياء قبله، وأنزل عليه الإنجيل، وأمر من بعثه إليه بالعمل بما فيه. ثم ذكر نبينا محمدا (ص)، وأخبرها أنه أنزل إليه الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب، وأمره بالعمل بما فيه والحكم بما أنزل إليه فيه دون ما في سائر الكتب غيره وأعلمه أنه قد جعل له ولامته شريعة غير شرائع الأنبياء والأمم قبله الذين قص عليه قصصهم، وإن كان دينه ودينهم في توحيد الله والاقرار بما جاءهم به من عنده والانتهاء إلى أمره ونهيه واحدا، فهم مختلفو الأحوال فيما شرع لكل واحد منهم، ولامته فيما أحل لهم وحرم عليهم.
وبنحو الذي قلنا في الشرعة والمنهاج من التأويل قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: