جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج ٦ - الصفحة ٣٦٩
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج:
ولكن ليبلوكم فيما آتاكم قال عبد الله بن كثير: لا أعلمه إلا قال: ليبلوكم فيما آتاكم من الكتب.
فإن قال قائل: وكيف قال: ليبلوكم فيما آتاكم، ومن المخاطب بذلك، وقد ذكرت أن المعنى: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا لكل نبي مع الأنبياء الذين مضوا قبله وأممهم الذين قبل نبينا (ص)، والمخاطب النبي وحده؟ قيل: إن الخطاب وإن كان لنبينا (ص)، فإنه قد أريد به الخبر عن الأنبياء قبله وأممهم، ولكن العرب من شأنها إذا خاطبت إنسانا وضمت إليه غائبا فأرادت الخبر عنه أن تغلب المخاطب فيخرج الخبر عنهما على وجه الخطاب، فلذلك قال تعالى ذكره: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا.
القول في تأويل قوله تعالى: فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون.
يقول تعالى ذكره: فبادروا أيها الناس إلى الصالحان من الأعمال والقرب إلى ربكم بإدمان العمل بما في كتابكم الذي أنزله إلى نبيكم، فإنه إنما أنزله امتحانا لكم وابتلاء، ليتبين المحسن منكم من المسئ، فيجازي جميعكم على عمله جزاءه عند مصيركم إليه، فإن مصيركم إليه جميعا، فيخبر كل فريق منكم بما كان يخالف فيه الفرق الأخرى، فيفصل بينهم بفصل القضاء، ويبين المحق بمجازاته إياه بجناته من المسئ بعقابه إياه بالنار، فيتبين حينئذ كل حزب عيانا، المحق منهم من المبطل.
فإن قال قائل: أو لم ينبئنا ربنا في الدنيا قبل مرجعنا إليه ما نحن فيه مختلفون؟ فقيل:
إنه بين ذلك في الدنيا بالرسل والأدلة والحجج، دون الثواب والعقاب عيانا، فمصدق بذلك ومكذب. وأما عند المرجع إليه، فإنه ينبئهم بذلك بالمجازاة التي لا يشكون معها في معرفة المحق والمبطل، ولا يقدرون على إدخال اللبس معها على أنفسهم، فكذلك خبره تعالى ذكره أنه يبنئنا عند المرجع إليه بما كنا فيه نختلف في الدنيا. وإنما معنى ذلك: إلى الله مرجعكم جميعا، فتعرفون المحق حينئذ من المبطل منكم. كما:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا زيد بن حباب، عن أبي سنان، قال: سمعت الضحاك يقول: فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا قال: أمة محمد (ص) البر والفاجر. القول في تأويل قوله تعالى: *
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 148 لا يحب الله الجهر بالسوء 3
2 149 إن تبدوا خيرا أو تخفوه 7
3 150 إن الذين يكفرون بالله ورسله 8
4 151 أولئك هم الكافرون حقا 8
5 152 والذين آمنوا بالله ورسله 10
6 153 يسئلك أهل الكتاب أن تنزل عليهم 10
7 154 ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم 13
8 155 فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم 14
9 156 وبكفرهم وقولهم على مريم 16
10 157 وقولهم إنا قتلنا المسيح 17
11 158 بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا 24
12 159 وإن من أهل الكتاب ليؤمنن به 24
13 160 فظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم 32
14 161 وأخذهم الربا وقد نهوا عنه 32
15 162 لكن الراسخون في العلم منهم 33
16 163 إنا أوحينا إليك كما أوحينا 37
17 164 ورسلا قد قصصنا عليك 39
18 165 رسلا مبشرين ومنذرين 41
19 166 لكن الله يشهد بما أنزل إليك 42
20 167 إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل 42
21 168 إن الذين كفروا وظلموا 43
22 169 إلا طريق جهنم خالدين فيها 43
23 170 يا أيها الناس قد جائكم الرسول 44
24 171 يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم 46
25 172 لن يستنكف المسيح أن يكون 50
26 173 فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات 51
27 174 يا أيها الناس قد جاءكم برهان 52
28 175 فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به 53
29 176 يستفتونك قل الله يفتيكم 53
30 1 يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود 63
31 2 يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله 72
32 3 حرمت عليكم ميتة والدم 90
33 4 يسألونك ما ذا أحل لهم 118
34 5 اليوم أحل لكم الطيبات 135
35 6 يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم 149
36 7 واذكروا نعمة الله عليكم 191
37 8 يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين 194
38 9 وعد الله الذين آمنوا 195
39 10 والذين كذبوا وكفروا بآياتنا 196
40 11 يا أيها الذين آمنوا اذكروا 197
41 12 ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل 202
42 13 فبما نقضهم ميثاقهم 210
43 14 ومن الذين قالوا إنا نصارى 216
44 15 يا أهل الكتاب قد جائكم رسولنا 219
45 16 يهدي به الله من اتبع رضوانه 221
46 17 لقد كفر الذين قالوا إن الله هو 222
47 18 وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء 224
48 19 يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا 227
49 20 وإذ قال موسى لقومه 229
50 21 يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة 234
51 22 قالوا يا موسى إن فيها قوما 236
52 23 قال رجلان من الذين يخافون 239
53 24 قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا 244
54 25 قال ربي إني لا أملك إلا نفسي 246
55 26 قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة 247
56 27 واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق 253
57 28 لئن بسطت إلى يديك لتقتلني 260
58 29 إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك 261
59 30 فطوعت له نفسه قتل أخيه 265
60 31 فبعث الله غرابا يبحث في الأرض 267
61 32 من أجل ذلك كتابنا على بني إسرائيل 272
62 33 إنما جزاء الذين يحاربون الله 279
63 34 إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا 299
64 35 يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله 308
65 36 إن الذين كفروا لو أن لهم 309
66 37 يرودون أن يخرجوا من النار 310
67 38 والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما 310
68 39 فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح 313
69 40 ألم تعلم أن الله له ملك السماوات 314
70 41 يا أيها الرسول لا يحزنك 315
71 42 سماعون للكذب أكالون للسحت 324
72 43 وكيف يحكمونك وعندهم التوراة 336
73 44 إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور 338
74 45 وكتبنا عليهم فيها أن النفس 350
75 46 وقفينا على آثارهم بعيسى 358
76 47 وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله 359
77 48 وأنزلنا عليك الكتاب بالحق 360
78 49 وأن احكم بينهم بما أنزل الله 370
79 50 فحكم الجاهلية يبغون 371
80 51 يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود 372
81 52 فترى الذين في قلوبهم مرض 376
82 53 ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين 379
83 54 يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم 381
84 55 إنما وليكم الله والرسول والذين 388
85 56 ومن يتول الله ورسوله 390
86 57 يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا 391
87 58 وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها 393
88 59 قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منها 393
89 60 قل هل أنبئكم بشر من ذلك 394
90 61 وإذا جاءوكم قالوا آمنا 400
91 62 وترى كثيرا منهم يسارعون 401
92 63 لولا ينهاهم الربانيون والأحبار 402
93 64 وقالت اليهود يد الله مغلولة 403
94 65 ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا 410
95 66 ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل 411
96 67 يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك 413
97 68 قل يا أهل الكتاب لستم على شئ 417
98 69 إن الذين آمنوا والذين هادوا 419
99 70 لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل 419
100 71 وحسبوا أن لا تكونوا فتنة 420
101 72 لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح 421
102 73 لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث 422
103 74 أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه 423
104 75 ما المسيح ابن مريم إلا رسول 423
105 76 قل أتعبدون من دون الله 424
106 77 قل يا أهل الكتاب لا تغلوا 425
107 78 لعنوا الذين كفروا 426
108 79 كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه 430
109 80 ترى كثيرا منهم يتولون الذين 430
110 81 ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي 430