عن السدي: فكلوا مما أمسكن عليكم إذا صاد الكلب فأمسكه وقد قتله ولم يأكل منه، فهو حل، فإن أكل منه، فيقال: إنما أمسك على نفسه، فلا تأكل منه شيئا، إنه ليس بمعلم.
حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: يسألونك ماذا أحل لهم إلى قوله: فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه قال: إذا أرسلت كلبك المعلم أو طيرك أو سهمك، فذكرت اسم الله، فأخذ أو قتل، فكل.
حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، يقول: أخبرنا عبيد بن سلمان، قال: سمعت الضحاك يقول: إذا أرسلت كلبك المعلم فذكرت اسم الله حين ترسله فأمسك أو قتل فهو حلال، فإذا أكل منه فلا تأكله، فإنما أمسكه على نفسه.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن الشعبي، عن عدي، قوله: فكلوا مما أمسكن عليكم قال: قلت يا رسول الله إن أرضى أرض صيد؟ قال: إذا أرسلت كلبك وسميت فكل مما أمسك عليك كلبك، وإن قتل، فإن أكل فلا تأكل فإنه إنما أمسك على نفسه.
وقد بينا أولى القولين في ذلك بالصواب قبل، فأغنى ذلك عن إعادته وتكراره.
فإن قال قائل: وما وجه دخول من في قوله: فكلوا مما أمسكن عليكم، وقد أحل الله لنا صيد جوارحنا الحلال، ومن إنما تدخل في الكلام مبعضة لما دخلت فيه؟
قيل: قد اختلف في معنى دخولها في هذا الموضع أهل العربية، فقال بعض نحويي البصرة حين دخلت من في هذا الموضع لغير معنى، كما تدخله العرب في قولهم: كان من مطر، وكان من حديث. قال: ومن ذلك قوله: ويكفر عنكم من سيئاتكم، وقوله: وينزل من السماء من جبال فيها من برد. قال: وهو فيما فسر: وينزل من السماء جبالا فيها برد. قال: وقال بعضهم: وينزل من السماء من جبال فيها من برد أي من السماء من برد، بجعل الجبال من برد في السماء، وبجعل الانزال منها. وكان غيره من أهل العربية