حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: * (رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا) *... الآية. قال: جعل آيته أن لا يكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا، إلا أنه يذكر الله. والرمز: الإشارة، يشير إليهم.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة: * (إلا رمزا) * إلا إيماء.
حدثت عن عمار، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، مثله.
حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي: * (إلا رمزا) * يقول: إشارة.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال:
قال عبد الله بن كثير: * (إلا رمزا) *: إلا إشارة.
حدثني محمد بن سنان، قال: ثنا أبو بكر الحنفي، عن عباد، عن الحسن، في قوله: * (قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا) * قال: أمسك بلسانه، فجعل يومئ بيده إلى قومه: أن سبحوا بكرة وعشيا.
القول في تأويل قوله تعالى: * (واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار) *.
يعني بذلك: قال الله جل ثناؤه لزكريا: يا زكريا آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا بغير خرس، ولا عاهة، ولا مرض * (واذكر ربك كثيرا) * فإنك لا تمنع ذكره، ولا يحال بينك وبين تسبيحه وغير ذلك من ذكره. وقد:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب، قال: لو كان الله رخص لاحد في ترك الذكر لرخص لزكريا حيث قال:
* (آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا) * أيضا.
وأما قوله: * (وسبح بالعشي) * فإنه يعني: عظم ربك بعبادته بالعشي. والعشي: من حين تزول الشمس إلى أن تغيب، كما قال الشاعر:
فلا الظل من برد الضحى تستطيعه ولا الفئ من برد العشي تذوق