عيسى ابن مريم صلوات الله عليه، وكان اسمها فيما ذكر لنا حنة ابنة فاقوذ بن قتيل. كذلك:
حدثنا به محمد بن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق في نسبه. وقال غير ابن حميد: ابنة فاقود - بالدال - ابن قتيل.
فأما زوجها فإنه عمران بن يا شهم بن آمنون بن منشأ بن حزقيا بن أحريق بن يويم بن عزاريا بن أمصيا بن ياوش بن احريهو بن يازم بن يهفاشاط بن اشابرابان بن رحبعم بن سليمان بن داود بن إيشا. كذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، في نسبه.
وأما قوله: * (رب إني نذرت لك ما في بطني محررا) * فإن معناه: إني جعلت لك يا رب نذرا أن لك الذي في بطني محررا لعبادتك، يعني بذلك: حبسته على خدمتك وخدمة قدسك في الكنيسة، عتيقة من خدمة كل شئ سواك، مفرغة لك خاصة. ونصب محررا على الحال من ما التي بمعنى الذي. * (فتقبل مني) * أي فتقبل مني ما نذرت لك يا رب. * (إنك أنت السميع العليم) * يعني: إنك أنت يا رب السميع لما أقول وأدعو، العليم لما أنوي في نفسي وأريد، لا يخفى عليك سر أمري وعلانيته. وكان سبب نذر حنة ابنة فاقوذ امرأة عمران الذي ذكره الله في هذه الآية فيما بلغنا، ما:
حدثنا به ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني محمد بن إسحاق، قال:
تزوج زكريا وعمران أختين، فكانت أم يحيى عند زكريا، وكانت أم مريم عند عمران، فهلك عمران وأم مريم حامل بمريم، فهي جنين في بطنها. قال: وكانت فيما يزعمون قد أمسك عنها الولد حتى أسنت، وكانوا أهل بيت من الله جل ثناؤه بمكان. فبينا هي في ظل شجرة نظرت إلى طائر يطعم فرخا له، فتحركت نفسها للولد، فدعت الله أن يهب لها ولدا، فحملت بمريم وهلك عمران. فلما عرفت أن في بطنها جنينا، جعلته لله نذيرة، والنذيرة أن تعبده لله، فتجعله حبسا في الكنيسة، لا ينتفع به بشئ من أمور الدنيا.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، قال: ثم ذكر امرأة عمران، وقولها: * (رب إني نذرت لك ما في بطني محررا) * أي