يعني بذلك جل ثناؤه: يؤتي الله الإصابة في القول والفعل من يشاء من عباده، ومن يؤت الإصابة في ذلك منهم، فقد أوتي خيرا كثيرا.
واختلف أهل التأويل في ذلك، فقال بعضهم: الحكمة التي ذكرها الله في هذا الموضع هي القرآن والفقه به. ذكر من قال ذلك:
حدثنا المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس في قوله: ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا يعني المعرفة بالقرآن، ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه، وأمثاله.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: يؤتي الحكمة من يشاء قال: الحكمة: القرآن، والفقه في القرآن.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا والحكمة: الفقه في القرآن.
حدثنا محمد بن عبد الله الهلالي، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا مهدي بن ميمون، قال: ثنا شعيب بن الحبحاب، عن أبي العالية: ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا قال: الكتاب والفهم فيه.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن ليث، عن مجاهد قوله: يؤتي الحكمة من يشاء... الآية، قال: ليست بالنبوة، ولكنه القرآن والعلم والفقه.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال:
قال ابن عباس: الفقه في القرآن.
وقال آخرون: معنى الحكمة: الإصابة في القول والفعل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، قال: سمعت مجاهدا قال: ومن يؤت الحكمة قال: الإصابة.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله عز وجل: يؤتي الحكمة من يشاء قال: يؤتي الإصابة من يشاء. حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: يؤتي الحكمة من يشاء قال: الكتاب، يؤتي إصابته