جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج ٢ - الصفحة ٢٨٨
يكن له وجه مفهوم.. فالصواب من القراءة في العمرة الرفع على أنه من أعمال البر لله، فتكون مرفوعة بخبرها الذي بعدها، وهو قوله: لله.
وأولى القراءتين بالصواب في ذلك عندنا، قراءة من قرأ بنصب العمرة على العطف بها على الحج، بمعنى الامر بإتمامهما له. ولا معنى لاعتلال من اعتل في رفعها بأن العمرة زيارة البيت، فإن المعتمر متى بلغه، فلا عمل بقي عليه يؤمر بإتمامه، وذلك أنه إذا بلغ البيت فقد انقضت زيارته وبقي عليه تمام العمل الذي أمره الله به في اعتماره، وزيارته البيت وذلك هو الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، وتجنب ما أمر الله بتجنبه إلى إتمامه ذلك، وذلك عمل وإن كان مما لزمه بإيجاب الزيارة على نفسه غير الزيارة. هذا مع إجماع الحجة على قراءة العمرة بالنصب، ومخالفة جميع قراء الأمصار قراءة من قرأ ذلك رفعا، ففي ذلك مستغنى عن الاستشهاد على خطأ من قرأ ذلك رفعا.
وأما أولى القولين اللذين ذكرنا بالصواب في تأويل قوله: والعمرة لله على قراءة من قرأ ذلك نصبا فقول عبد الله بن مسعود، ومن قال بقوله من أن معنى ذلك: وأتموا الحج والعمرة لله إلى البيت بعد إيجابكم إياهما لا أن ذلك أمر من الله عز وجل بابتداء عملهما والدخول فيهما وأداء عملهما بتمامه بهذه الآية، وذلك أن الآية محتملة للمعنيين اللذين وصفنا من أن يكون أمرا من الله عز وجل بإقامتهما ابتداء وإيجابا منه على العباد فرضهما، وأن يكون أمرا منه بإتمامهما بعد الدخول فيهما، وبعد إيجاب موجبهما على نفسه، فإذا كانت الآية محتملة للمعنيين اللذين وصفنا، فلا حجة فيها لاحد الفريقين على الآخر، إلا وللآخر عليه فيها مثلها. وإذا كان كذلك ولم يكن بإيجاب فرض العمرة خبر عن الحجة للعذر قاطعا، وكانت الأمة في وجوبها متنازعة، لم يكن لقول قائل هي فرض بغير برهان دال على صحة قوله معنى، إذ كانت الفروض لا تلزم العباد إلا بدلالة على لزومها إياهم واضحة.
فإن ظن ظان أنها واجبة وجوب الحج، وأن تأويل من تأول قوله: وأتموا الحج والعمرة لله بمعنى: أقيموا حدودهما وفروضهما أولى من تأويلنا بما:
2627 - حدثني به حاتم بن بكير الضبي، قال: ثنا أشهل بن حاتم الأرطبائي، قال:
ثنا ابن عون، عن محمد بن جحادة، عن رجل، عن زميل له، عن أبيه، وكان أبوه يكنى أبا المنتفق، قال: أتيت النبي (ص) بعرفة، فدنوت منه، حتى اختلفت عنق راحلتي وعنق راحلته، فقلت: يا رسول الله أنبئني بعمل ينجيني من عذاب الله ويدخلني جنته قال: اعبد
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 142 سيقول السفهاء من الناس 3
2 143 وكذلك جعلناكم أمة وسطا 10
3 144 قد نرى تقلب وجهك في السماء 28
4 145 ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب 34
5 146 الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه 36
6 147 ألحق من ربك ولا تكونن من الممترين 38
7 148 ولكل وجهة هو موليها 39
8 149 ومن حيث خرجت فول وجهك 43
9 150 ومن حيث خرجت فول وجهك 43
10 151 كما أرسلنا فيكم رسولا منكم 49
11 152 فاذكروني أذكركم 51
12 153 يا أيها الذين آمنوا استعينوا 52
13 154 ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله 53
14 155 ولنبلونكم بشئ من الخوف 56
15 156 الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا 57
16 157 أولئك عليهم صلوات من ربهم 58
17 إن الصفا و المروة من شعائر الله 59
18 159 إن الذين يكتمون ما أنزلنا 72
19 160 إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا 78
20 161 إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار 79
21 162 خالدين فيها لا يخفف عنهم 81
22 163 وإلهكم إله واحد 82
23 164 إن في خلق السماوات والأرض 83
24 165 ومن الناس من يتخذ من دون الله 90
25 166 إذ تبرأ الذين أتبعوا من الذين أتبعوا 96
26 167 وقال الذين أتبعوا لو أن لنا كرة 100
27 168 يا أيها الناس كلوا مما في الأرض 104
28 169 إنما يأمركم بالسوء والفحشاء 106
29 170 وإذا قيل لهم أتبعوا ما أنزل الله 107
30 171 ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق 109
31 172 يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات 114
32 173 إنما حرم عليكم الميتة والدم 115
33 174 إن الذين يكتمون ما أنزل الله 121
34 175 أولئك الذين اشتروا الضلالة 123
35 176 ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق 126
36 177 ليس البر أن تولوا وجوهكم 127
37 178 يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم 139
38 179 ولكم في القصاص حياة 156
39 180 كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت 158
40 181 فمن بدله بعد ما سمعه 166
41 182 فمن خاف من موص جنفا أو إثما 168
42 183 يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام 174
43 184 أياما معدودات 177
44 185 شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن 195
45 186 وإذا سألك عبادي عني فإني قريب 215
46 187 أحل لكم ليلة الصيام الرفث 219
47 188 ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل 250
48 189 يسألونك عن الأهلة 253
49 190 وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم 258
50 191 واقتلوا حيث ثقفتموهم 260
51 192 فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم 264
52 193 وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة 264
53 194 الشهر الحرام بالشهر الحرام 268
54 195 وأنفقوا في سبيل الله 273
55 196 وأتموا الحج والعمرة لله 282
56 197 الحج أشهر المعلومات 351
57 198 ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا 384
58 199 ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس 398
59 200 فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله 403
60 201 ومن الناس من يقول ربنا آتنا 409
61 202 أولئك لهم نصيب مما كسبوا 411
62 203 واذكروا الله في أيام معدودات 412
63 204 ومن الناس من يعجبك قوله 425
64 205 وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد 430
65 206 وإذا قيل له اتق الله 435
66 207 ومن الناس من يشري نفسه 436
67 208 يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم 439
68 209 فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات 444
69 210 هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله 445
70 211 سل بني إسرائيل 452
71 212 زين للذين كفروا الحياة الدنيا 453
72 213 كان الناس أمة واحدة 454
73 214 أم حسبتم أن تدخلوا الجنة 463
74 215 يسألونك ماذا ينفقون 465
75 216 كتب عليكم القتال وهو كره لكم 468
76 217 يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه 471
77 218 إن الذين آمنوا والذين هاجروا 482
78 219 يسألونك عن الخمر والميسر 484
79 220 في الدنيا والآخرة ويسألونك 484
80 221 ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن 511
81 222 ويسألونك عن المحيض قل هو أذى 517
82 223 نساؤكم حرث لكم 532
83 224 ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم 543
84 225 لا يأخذكم الله باللغو في أيمانكم 549
85 226 للذين يؤلون من نسائكم 566
86 227 وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع 580
87 228 والمطلقات يتربصن بأنفسهن 595
88 229 الطلاق مرتان 618
89 230 فإن طلقها فلا تحل له من بعد 643
90 231 وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن 650
91 232 وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن 656
92 233 والوالدات يرضعن أولادهن 664
93 234 والذين يتوفون منكم ويذرون 692
94 235 ولا جناح عليكم فيما عرضتم به 701
95 236 لا جناح عليكم إن طلقتم النساء 716
96 237 وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن 731
97 238 حافظوا على الصلوات 750
98 239 فإن خفتم فرجالا أو ركبانا 775
99 240 والذين يتوفون منكم ويذرون 782
100 241 وللمطلقات مطاع بالمعروف 790
101 242 كذلك يبين الله لكم 792
102 243 ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم 792
103 244 وقاتلوا في سبيل الله 800
104 245 من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا 802
105 246 ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل 806
106 247 وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم 814
107 248 وقال لهم نبيهم إن آية ملكه 820
108 249 فلما فصل طالوت بالجنود 834
109 250 ولما برزوا الجالوت وجنوده 843
110 251 فهزموهم بإذن الله 843
111 252 تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق 856