2022 - حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي:
ولا تتبعوا خطوات الشيطان يقول: طاعته.
وقال آخرون: خطوات الشيطان: النذور في المعاصي. ذكر من قال ذلك:
2023 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن سليمان، عن أبي مجلز في قوله:
ولا تتبعوا خطوات الشيطان قال: هي النذور في المعاصي.
وهذه الأقوال التي ذكرناها عمن ذكرناها عنه فتأويل قوله خطوات الشيطان قريب معنى بعضها من بعض لان كل قائل منهم قولا في ذلك فإنه أشار إلى نهي اتباع الشيطان في آثاره وأعماله. غير أن حقيقة تأويل الكلمة هو ما بينت من أنها بعد ما بين قدميه ثم تستعمل في جميع آثاره وطرقه على ما قد بينت. القول في تأويل قوله تعالى:
* (إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) * يعني تعالى ذكره بقوله: إنما يأمركم الشيطان بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون والسوء: الاثم مثل الضر من قول القائل: ساءك هذا الامر يسوءك سوءا وهو ما يسوء الفاعل. وأما الفحشاء فهي مصدر مثل السراء والضراء، وهي كل ما استفحش ذكره وقبح مسموعه. وقيل إن السوء الذي ذكره الله هو معاصي الله فإن كان ذلك كذلك، فإنما سماها الله سوءا لأنها تسوء صاحبها بسوء عاقبتها له عند الله. وقيل إن الفحشاء: الزنا فإن كان ذلك كذلك، فإنما يسمى لقبح مسموعه، ومكروه ما يذكر به فاعله. ذكر من قال ذلك:
2024 - حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي:
إنما يأمركم بالسوء والفحشاء أما السوء فالمعصية، وأما الفحشاء فالزنا.
وأما قوله: وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون فهو ما كانوا يحرمون من البحائر والسوائب والوصائل والحوامي، ويزعمون أن الله حرم ذلك، فقال تعالى ذكره لهم: ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون وأخبرهم تعالى ذكره في هذه الآية أن قيلهم إن الله حرم هذا من الكذب الذي يأمرهم به الشيطان، وأنه قد أحله لهم وطيبه، ولم يحرم أكله عليهم،