ذكر متعة النساء خصوصا (1) من النساء، فبين في الآية التي قال فيها: (لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة) (2) وفي قوله: (يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن) (3) ما لهن من المتعة إذا طلقن قبل المسيس، وبقوله: (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن) (4) حكم المدخل بهن. وبقي حكم الصبايا إذا طلقن بعد الابتناء بهن، وحكم الكوافر والإماء. فعم الله تعالى ذكره بقوله: (وللمطلقات متاع بالمعروف) ذكر جميعهن، وأخبر بأن لهن المتاع، كما أبان المطلقات الموصوفات بصفاتهن في سائر آي القرآن، ولذلك كرر ذكر جميعهن في هذه الآية.
وأما قوله: (حقا على المتقين) فإنا قد بينا معنى قوله " حقا "، ووجه نصبه، والاختلاف من أهل العربية في قوله: (حقا على المحسنين) ففي ذلك مستغنى عن إعادته في هذا الموضع.
فأما المتقون، فهم الذين اتقوا الله في أمره ونهيه وحدوده، فقاموا بها على ما كلفهم القيام به خشية منهم له، ووجلا منهم من عقابه. وقد تقدم بيان تأويل ذلك نصا بالرواية.
القول في تأويل قوله تعالى:
(كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون (242)) يقول تعالى ذكره: كما بينت لكم ما يلزمكم لأزواجكم ويلزم أزواجكم لكم أيها المؤمنون، وعرفتكم أحكامي والحق الواجب لبعضكم على بعض في هذه الآيات، فكذلك أبين لكم سائر الأحكام في آياتي التي أنزلتها على نبيي محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الكتاب، لتعقلوا أيها المؤمنون بي وبرسولي حدودي، فتفهموا اللازم لكم من فرائضي، وتعرفوا بذلك ما فيه صلاح دينكم ودنياكم وعاجلكم وآجلكم، فتعلموا به، ليصلح ذات بينكم وتنالوا به الجزيل من ثوبي في معادكم. القول في تأويل قوله تعالى:
(* ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم