بالحق فكفروا به واختلفوا فيه وترك ذكر: فكفروا به واختلفوا اجتزاء بدلالة ما ذكر من الكلام عليه.
وأما قوله: وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد يعني بذلك اليهود والنصارى، اختلفوا في كتاب الله فكفرت اليهود بما قص الله فيه من قصص عيسى ابن مريم وأمه، وصدقت النصارى ببعض ذلك وكفروا ببعضه، وكفروا جميعا بما أنزل الله فيه من الامر بتصديق محمد (ص). فقال لنبيه محمد (ص): إن هؤلاء الذين اختلفوا فيما أنزلت إليك يا محمد لفي منازعة ومفارقة للحق بعيدة من الرشد والصواب، كما قال الله تعالى ذكره: فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق. كما:
2076 - حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي: وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد يقول: هم اليهود والنصارى. يقول: هم في عداوة بعيدة. وقد بينت معنى الشقاق فيما مضى. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) * اختلف أهل التأويل في تأويل قوله ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: ليس البر الصلاة وحدها، ولكن البر الخصال التي أبينها لكم.
2077 - حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال:
حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب يعني الصلاة. يقول: ليس البر أن تصلوا ولا تعملوا، فهذا منذ تحول من مكة إلى المدينة، ونزلت الفرائض، وحد الحدود، فأمر الله بالفرائض والعمل بها.
2078 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي