وهي قراءة عامة قراء أهل الكوفة. والأخرى رؤوف على مثال فعول، وهي قراءة عامة قراء المدينة. ورئف، وهي لغة غطفان، على مثال فعل مثل حذر. ورأف على مثال فعل بجزم العين، وهي لغة لبني أسد، والقراءة على أحد الوجهين الأولين.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وان أتوا الكتب ليعلمون انه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون) * يعني بذلك جل ثناؤه: قد نرى يا محمد نحن تقلب وجهك في السماء. ويعني بالتقلب: التحول والتصرف. ويعني بقوله: * (في السماء) * نحو السماء وقبلها.
وانما قيل له ذلك صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا، لأنه كان قبل تحويل قبلته من بيت المقدس إلى الكعبة يرفع بصره إلى السماء ينتظر من الله جل ثناؤه أمره بالتحويل نحو الكعبة. كما:
1844 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: * (قد نرى تقلب وجهك في السماء) * قال: كان صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء يحب أن يصرفه الله عز وجل إلى الكعبة حتى صرفه الله إليها.
* - حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: * (قد نرى تقلب وجهك في السماء) * فكان نبي الله صلى الله يصلى نحو بيت المقدس، يهوى ويشتهي القبلة نحو البيت الحرام، فوجهه الله جل ثناؤه لقبلة كان يهواها ويشتهيها.
1845 - حدثنا المثنى، قال: حدثني إسحاق، قال: حدثني ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله: * (قد نرى تقلب وجهك في السماء) * يقول: نظرك في السماء.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في الصلاة وهو يصلي نحو بيت المقدس، وكان يهوى قبلة البيت الحرام، فولاه الله قبلة كان يهواها.
1846 - حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قال: كان الناس يصلون قبل بيت المقدس، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة على رأس ثمانية عشر شهران من مهاجره، كان إذا رفع رأسه إلى السماء ينظر ما يؤمر، وكان