عن الخروج لا تريده، وقبض عن هذا وهو يطيب نفسا بالخروج ويخف له، فقوه مما في يدك يكن لك في ذلك حظ.
القول في تأويل قوله تعالى: (وإليه ترجعون).
يعنى تعالى ذكره بذلك: وإلى الله معادكم أيها الناس، فاتقوا الله في أنفسكم أن تضيعوا فرائضه وتتعدوا حددوه، وأن يعمل من بسط عليه منكم من رزقه بغير ما أذن له بالعمل فيه ربه، وأن يحمل المقتر منكم. فقبض عن رزقه إقتاره على معصيته (1)، والتقدم على ما نهاه، فيستوجب بذلك منه بمصيره إلى خالقه ما لا قبل له به من أليم عقابه.
وكان قتادة يتأول قوله: (وإليه ترجعون): وإلى التراب ترجعون.
4386 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة:
(وإليه ترجعون) من التراب خلقهم، وإلى التراب يعودون. القول في تأويل قوله تعالى:
(ألم تر إلى الملا من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين (246)) يعنى تعالى ذكره بقوله: (ألم تر) يا محمد بقلبك، فتعلم بخيري إياك يا محمد (إلى الملاء يعني إلى وجوه، إذ قالوا لنبي لهم: ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله.
فذكر لي أن النبي الذي قال لهم ذلك شمويل بن بالي بن علقمة بن يرحام بن أليهو بن تهو بن صوف بن علقمة بن ماحث بن عموصا بن عزريا بن صفية بن علقمة بن أبي ياسق بن قارون بن يصهر بن قاهت بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (2).