أزواجكم، وتفضل بعضكم على بعض في ذلك وبغيره مما تأتون وتذرون من أموركم في أنفسكم وغيركم، مما حثكم الله عليه، وأمركم به، أو نهاكم عنه، (بصير) يعني بذلك:
ذو بصر لا يخفى عليه منه شئ من ذلك، بل هو يحصيه عليكم، ويحفظه، حتى يجازي ذا الاحسان منكم على إحسانه، وذا الإساءة على إساءته. القول في تأويل قوله تعالى:
(حفظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين (238)) يعني تعالى ذكره بذلك: واظبوا على الصلوات المكتوبات في أوقاتهن، وتعاهدوهن والزموهن وعلى الصلاة الوسطى منهن. وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
4210 - حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق بن الحجاج، قال: ثنا أبو زهير، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق في قوله: (حافظوا على الصلوات) قال:
المحافظة عليها: المحافظة على وقتها، وعدم السهو عنها.
* - حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق في هذه الآية: (حافظوا على الصلوات) فالحفاظ عليها: الصلاة لوقتها، والسهو عنها: ترك وقتها.
ثم اختلفوا في الصلاة الوسطى، فقال بعضهم: هي صلاة العصر. ذكر من قال ذلك:
4211 - حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، وحدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد جميعا، قالا: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال:
(الصلاة الوسطى) صلاة العصر.
4212 - حدثني محمد بن عبيد المحاربي، قال: ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، قال: ثني من سمع ابن عباس وهو يقول: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) قال: العصر.
* - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا مصعب بن سلام، عن أبي حيان، عن أبيه، عن علي قال: (الصلاة الوسطى) صلاة العصر.
* - حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا أبو حيان، عن أبيه، عن علي، مثله.