الملا من بني إسرائيل أن يبعث الله طالوت ملكا عليكم وإن لم يكن من أهل بيت المملكة، فإن الملك ليس بميراث عن الآباء والأسلاف، ولكنه بيد الله يعطيه من يشاء من خلقه، فلا تتخيروا على الله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
4412 - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني ابن إسحاق، قال:
حدثني بعض أهل العلم، عن وهب بن منبه: والله يؤتي ملكه من يشاء الملك بيد الله يضعه حيث يشاء، ليس لكم أن تختاروا فيه.
4413 - حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج، قال مجاهد: ملكه: سلطانه.
* - حدثني محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: والله يؤتي ملكه من يشاء سلطانه.
وأما قوله: والله واسع عليم فإنه يعني بذلك والله واسع بفضله، فينعم به على من أحب، ويريد به من يشاء عليم بمن هو أهل لملكه الذي يؤتيه، وفضله الذي يعطيه، فيعطيه ذلك لعلمه به، وبأنه لما أعطاه أهل إما للاصلاح به وإما لان ينتفع هو به. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين) * وهذا الخبر من الله تعالى ذكره عن نبيه الذي أخبر عنه دليل على أن الملا من بني إسرائيل الذين قيل لهم هذا القول لم يقروا ببعثة الله طالوت عليهم ملكا، إذ أخبرهم نبيهم بذلك وعرفهم فضيلته التي فضله الله بها ولكنهم سألوه الدلالة على صدق ما قال لهم من ذلك وأخبرهم به.
فتأويل الكلام إذ كان الامر على ما وصفنا: والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم فقالوا له: ائت بآية على ذلك إن كنت من الصادقين قال لهم نبيهم: إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت. هذه القصة وإن كانت خبرا من الله تعالى ذكره عن الملا من بني