يستطيعون (1).
جملة يكشف عن ساق كما قال جمع من المفسرين، كناية عن شدة الهول والخوف والرعب وسوء الحال، إذ أن المتعارف بين العرب عند مواجهتهم أمرا صعبا أنهم يشدون ثيابهم على بطونهم مما يؤدي إلى كشف سيقانهم.
ونقرأ جواب ابن عباس المفسر المعروف عندما سئل عن تفسير هذه الآية قال: كلما خفي عليكم شئ من القرآن ارجعوا إلى الشعر فإن الشعر ديوان العرب، ألم تسمعوا قول الشاعر:
وقامت الحرب بنا على ساق.
إن هذا القول كناية عن شدة أزمة الحرب.
وقيل: إن (ساق) تعني أصل وأساس الشئ، كساق الشجرة، وبناء على هذا فإن جملة (يكشف عن ساق) تعني أن أساس كل شئ يتضح ويتبين في ذلك اليوم، إلا أن المعنى الأول أنسب حسب الظاهر.
وفي ذلك اليوم العظيم يدعى الجميع إلى السجود للبارئ عز وجل، فيسجد المؤمنون، ويعجز المجرمون عن السجود، لأن نفوسهم المريضة وممارساتهم القبيحة قد تأصلت في طباعهم وشخصياتهم في عالم الدنيا، وتطفح هذه الخصال في اليوم الموعود وتمنعهم من إحناء ظهورهم للذات الإلهية المقدسة.
وهنا يثار سؤال: إن يوم القيامة ليس بيوم تكاليف وواجبات وأعمال، فلم السجود؟
يمكن استنتاج الجواب من التعبير الذي ورد في بعض الأحاديث، نقرأ في الحديث التالي عن الإمام الرضا (عليه السلام) في قوله تعالى: يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود قال: " حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا