وتدمج أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود " (1).
وبتعبير آخر: في ذلك اليوم تتجلى العظمة الإلهية، وهذه العظمة تدعو المؤمنين للسجود فيسجدون، إلا أن الكافرين حرموا من هذا الشرف واللطف.
وتعكس الآية اللاحقة صورة جديدة لحالتهم حيث يقول سبحانه: خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة (2).
هذه الآية الكريمة تصف لنا حقيقة المجرمين عندما يدانون في إجرامهم ويحكم عليهم، حيث نلاحظ الذلة والهوان تحيط بهم، وتكون رؤوسهم مطأطأة تعبيرا عن هذه الحالة المهينة.
ثم يضيف تعالى: وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون.
إلا أنهم لن يسجدوا أبدا، لقد صحبوا روح التغطرس والعتو والكبر معهم في يوم القيامة فكيف سيسجدون؟
إن الدعوة للسجود في الدنيا لها موارد عديدة، فتارة بواسطة المؤذنين للصلاة الفردية وصلاة الجماعة، وكذلك عند سماع بعض الآيات القرآنية وأحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة المعصومين (عليهم السلام).. ولذا فإن الدعوة للسجود لها مفهوم واسع وتشمل جميع ما تقدم.
ثم يوجه البارئ عز وجل الخطاب لنبيه الكريم ويقول: فذرني ومن يكذب بهذا الحديث.
وهذه اللهجة تمثل تهديدا شديدا من الواحد القهار لهؤلاء المكذبين المتمردين، حيث يخاطب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: لا تتدخل، واتركني مع هؤلاء، لأعاملهم بما يستحقونه. وهذا الكلام الذي يقوله رب قادر على كل شئ، - بالضمن - باعث على اطمئنان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين أيضا، ومشعرا لهم بأن الله