معهم وسيقتص من جميع الأعداء الذين يثيرون المشاكل والفتن والمؤامرات أمام الرسول والرسالة، ولن يتركهم الله تعالى على تماديهم.
ثم يضيف سبحانه: سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين.
نقرأ في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: " إذا أحدث العبد ذنبا جدد له نعمة فيدع الاستغفار، فهو الاستدراج " (1).
والذي يستفاد من هذا الحديث - والأحاديث الأخرى في هذا المجال - أن الله تعالى يمنح - أحيانا - عباده المعاندين نعمة وهم غارقون في المعاصي والذنوب وذلك كعقوبة لهم. فيتصورون أن هذا اللطف الإلهي قد شملهم لجدارتهم ولياقتهم له فيأخذهم الغرور المضاعف، وتستولي عليهم الغفلة.. إلا أن عذاب الله ينزل عليهم فجأة ويحيط بهم وهم بين أحضان تلك النعم الإلهية العظيمة.. وهذا في الحقيقة من أشد ألوان العذاب ألما.
إن هذا اللون من العذاب يشمل الأشخاص الذين وصل طغيانهم وتمردهم حده الأعلى، أما من هم دونه في ذلك فإن الله تعالى ينبههم وينذرهم عن ممارساتهم الخاطئة عسى أن يعودوا إلى رشدهم، ويستيقظوا من غفلتهم، ويتوبوا من ذنوبهم، وهذا من ألطاف البارئ عز وجل بهم.
وبعبارة أخرى: إذا أذنب عبد فإنه لا يخرج من واحدة من الحالات الثلاث التالية:
إما أن ينتبه ويرجع عن خطئه ويتوب إلى ربه.
أو أن ينزل الله عليه العذاب ليعود إلى رشده.
أو أنه غير أهل للتوبة ولا للعودة للرشد بعد التنبيه له، فيعطيه الله نعمة بدل