ولهذا السبب استعمل البوق في الماضي والحاضر للاستفادة منه في جمع وتهيئة الجيوش، وكذلك في الإعلان عن موعد الاستراحة، حيث يتم العزف بألحان مختلفة حسب طبيعة الموضوع. الذي يعلن عنه، فالعزف للنوم والاستراحة يختلف عن عزف التجمع والتهيؤ للحركة والتدريب...
إن مسألة انتهاء هذا العالم، وبداية العالم الجديد عالم الآخرة، هي عند الله بسيطة وهينة في مقابل قدرته العظيمة، فبأمر واحد وفي لحظة مفاجئة ينتهي ويفنى من في السماوات والأرضين، وبأمر آخر يلبس سبحانه الجميع لباس الحياة ويستعدون للحساب، وهذا هو مقصود الآية الكريمة.
لقد تحدثنا بصورة مفصلة حول خصوصيات (الصور) وكيفية (النفخ) فيه، وعدد النفخات، والفاصلة الزمنية بين كل نفخة، وذلك في تفسير سورة (الزمر) الآية 68 من التفسير الأمثل، لذا لا نرى ضرورة لتكرار ذلك.
والشئ الوحيد الذي نذكر به هنا هو (نفخة الصور) وكما أشرنا أعلاه فهي (نفختان): (نفخة الموت)، و (نفخة الحياة الجديدة)، لكن هل المقصود في هذه الآية الكريمة هو (النفخة الأولى) أم (الثانية)؟ فهذا ما لا يوجد فيه رأي موحد بين المفسرين، لأن الآيات التي ستأتي لاحقا بعضها يتناسب مع نفخة الموت، والآخر يتناسب مع نفخة الحياة والحشر، إلا أن منطوق الآيات بشكل إجمالي في رأينا تتناسب أكثر مع النفخة الأولى التي تحصل فيها نهاية عالم الدنيا.
ثم يضيف تعالى: وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة.
" دك " كما يقول الراغب في المفردات، وفي الأصل بمعنى (الأرض المستوية) ولأن الأرض غير المستوية تحتاج إلى الدك حتى تستوي، لذا استعمل هذا المصطلح في الكثير من الموارد بمعنى " الدق الشديد ".
كما يستفاد من مصادر اللغة أن أصل معنى (دك) هو (الدق والتخريب) ولازم