إن توقعكم في أن تكون العناصر المجرمة من أمثالكم مع صفوف المسلمين وعلى مستواهم...، حديث هراء لا يدعمه العقل، ولم يأت في كتاب يعتد به ولا هو موضع اعتبار.
ثم تضيف الآية اللاحقة أنه لو لم يكن لديكم دليل من العقل أو النقل، فهل أخذتم عهدا من الله أنه سيكون معكم إلى الأبد: أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون.
وتتساءل الآية الكريمة عن هؤلاء مستفسرة عمن يستطيع الادعاء منهم بأنه قد أخذ عهدا من الله سبحانه في الاستجابة لميوله وأهوائه، وإعطائه ما يشاء من شأن ومقام، وبدون موازين أو ضوابط، وبصورة بعيدة عن مقاييس السؤال وموازين الاستجابة؟ حتى يمكن القول بأن المجرمين متساوون مع المؤمنين (1).
ويضيف سبحانه - استمرارا لهذه التساؤلات - كي يسد عليهم جميع الطرق ومن كل الجهات، فيقول: سلهم أيهم بذلك زعيم فمن منهم يضمن أن المسلمين والمجرمين سواء، أو يضمن أن الله تعالى سيؤتيه كل ما يريد؟!.
وفي آخر مرحلة من هذا الاستجواب العجيب يقول تعالى: أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين.
فالآية تطلب من المشركين تقديم الدليل الذي يثبت أن هذه الأصنام المنحوتة من الحجارة، والتي لا قيمة لها ولا شعور، تكون شريكة الله تعالى وتشفع لهم عنده.
وذهب بعض المفسرين إلى أن (شركاء) هنا بمعنى (شهداء).
ومن خلال العرض المتقدم نستطيع القول: إن هؤلاء المجرمين لإثبات ادعاءاتهم في التساوي مع المؤمنين في يوم القيامة، بل أفضليتهم أحيانا كما