أشير إليها في كتابكم السماوي لو أنكم قرأتموه وعملتم به.
يقول تعالى: مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها أي نزلت عليهم التوراة وكلفوا بالعمل بها ولكنهم لم يؤدوا حقها ولم يعملوا بآياتها فمثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارا.
لا يشعر هذا الحيوان بما يحمل من كتب إلا بثقلها، ولا يميز بين أن يكون المحمول على ظهره خشب أو حجر أو كتب فيها أدق أسرار الخلق وأحسن منهج في الحياة.
لقد اقتنع هؤلاء القوم بتلاوة التوراة واكتفوا بذلك دون أن يعملوا بموجبها.
هؤلاء مثلهم كمثل الحمار الذي يضرب به المثل في الغباء والحماقة.
وذلك أوضح مثال يمكن أن يكشف عن قيمة العلم وأهميته.
ويشمل هذا الخطاب جميع المسلمين الذين يتعاملون بألفاظ القرآن دون إدراك أبعاده وحكمه الثمينة. (وما أكثر هؤلاء بين المسلمين).
وهناك تفسير آخر هو أن اليهود لما سمعوا تلك الآيات والآيات المشابهة في السور الأخرى التي تتحدث عن نعمة بعث الرسول قالوا: نحن أهل كتاب أيضا، ونفتخر ببعثة سيدنا موسى (عليه السلام) كليم الله، فرد عليهم القرآن أنكم جعلتم التوراة وراء ظهوركم ولم تعملوا بما جاء فيها.
على أي حال يعتبر ذلك تحذيرا للمسلمين كافة من أن ينتهوا إلى ما انتهى إليه اليهود فقد شملتهم الرحمة الإلهية ونزل عليهم القرآن الكريم، لا لكي يضعوه على الرفوف يعلوه الغبار، أو يحملوه كما تحمل التعاويذ أو ما إلى ذلك. وقد لا يتعدى اهتمام بعض المسلمين بالقرآن أكثر من تلاوته بصوت جميل في أغلب الأحيان.
ثم يقول تعالى: بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله إذ لم يكتفوا بمخالفة القرآن عملا، بل أنكروه بلسانهم أيضا، حيث نصت الآية (87) من سورة