البلاء وهذا هو: (عذاب الاستدراج) والذي أشير له في الآيات القرآنية بالتعبير أعلاه وبتعابير أخرى.
لذا يجب على الإنسان المؤمن أن يكون يقظا عند إقبال النعم الإلهية عليه، وليحذر من أن يكون ما يمنحه الله من نعم ظاهرية يمثل في حقيقته (عذاب الاستدراج) ولذلك فإن المسلمين الواعين يفكرون في مثل هذه الأمور ويحاسبون أنفسهم باستمرار، ويعيدون تقييم أعمالهم دائما، كي يكونوا قريبين من طاعة الله، ويؤدون حق الألطاف والنعم التي وهبها الله لهم.
جاء في حديث أن أحد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) قال: إني سألت الله تبارك وتعالى أن يرزقني مالا فرزقني، وإني سألت الله أن يرزقني ولدا فرزقني، وسألته أن يرزقني دارا فرزقني، وقد خفت أن يكون ذلك استدراجا؟ فقال: " أما مع الحمد فلا " (1).
والتعبير ب (أملي لهم) إشارة إلى أن الله تعالى لا يستعجل أبدا بجزاء الظالمين، والاستعجال يكون عادة من الشخص الذي يخشى فوات الفرصة عليه، إلا أن الله القادر المتعال أيما شاء وفي أي لحظة فإنه يفعل ذلك، والزمن كله تحت تصرفه.
وعلى كل حال فإن هذا تحذير لكل الظالمين والمتطاولين بأن لا تغرهم السلامة والنعمة أبدا، وليرتقبوا في كل لحظة بطش الله بهم (2).
* * *