(الأخلاق وليدة العلم، كما أن العلم وليد الأخلاق) تظهر أيضا أصالة التربية ومدى الاهتمام بها. علما أن المقصود بالعلم العلوم الحقيقية لا العلوم التي اصطلح عليها بأنها علم وألبست ثوب العلم.
ويمكن أن يكون الفرق بين " الكتاب " و " الحكمة " هو أن الأول إشارة إلى القرآن والثاني إشارة إلى سنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
ويمكن أيضا أن يكون " الكتاب " إشارة إلى أصل العقائد والأحكام الإسلامية، والثانية إشارة إلى فلسفتها وأسرارها.
ومن النقاط الجديرة بالملاحظة - كذلك - أن الحكمة تعني المنع بقصد الإصلاح، ولهذا يقال للجام الفرس " حكمة " لأنه يمنعها ويجعلها تسير في مسارها الصحيح، وبناء على ذلك فإن مفهوم هذه الدلائل عقلي، ومن هنا يتضح أن ذكر الكتاب والحكمة بشكل مترادف يراد منه التنبيه إلى مصدرين مهمين من مصادر المعرفة (الوحي) و (العقل).
بعبارة أخرى: إن الأحكام السماوية وتعاليم الإسلام رغم أنها نابعة من الوحي الإلهي غير أنها يمكن تعقلها وإدراكها بالعقل " المقصود كليات الأحكام ".
وتعبير " الضلال المبين " إشارة مختصرة معبرة إلى سابقة العرب وماضيهم الجاهلي في عبادة الأصنام. وأي ضلال أوضح وأسوأ من هذا الضلال الذي يعبد فيه الناس أحجارا وأخشابا يصنعونها بأنفسهم ويلجؤون إليها لحل مشاكلهم وإنقاذهم من المعضلات.
يدفنون بناتهم وهن أحياء ثم يتفاخرون بكل بساطة بهذا العمل قائلين: إننا لم ندع ناموسنا وعرضنا يقع بيد الأجانب.
كانت صلاتهم ودعاؤهم عبارة عن تصفيق وصياح إلى جانب الكعبة، وحتى النساء كن يطفن حول الكعبة وهن عراة تماما، ويحسبون ذلك عبادة.
كانت تسيطر على أفكارهم مجموعة من الخرافات والأوهام، وكانوا