الصفوف أمام الأعداء في ميادين القتال، وهذا المبدأ لا يجدر بنا الالتزام به في الحرب العسكرية فحسب، بل علينا تجسيده في الحروب الاقتصادية والسياسية .. وإلا فسوف لن نحقق شيئا.
إن التشبيه القرآني للعدو بأنه سيل عارم ومدمر لا يسيطر عليه إلا من خلال سد حديدي محكم، تشبيه في غاية الروعة والجمال، والتعبير بأن يكون المؤمنون ك (البنيان المرصوص) أروع تعبير جاء في هذا الصدد، ومما لا شك فيه أن لكل جزء في السد أو البناء العظيم، دور معين في مواجهة السيل، وهذا الدور مهم ومؤثر على جميع الأجزاء، وفي حالة قوته وتماسكه وعدم وجود تخلخل أو تشقق أو ثغرات فيه، يصعب عندئذ نفوذ العدو منه، وإذا ما حاول ذلك فإن الجميع يوجهون إليه صفعة مدمرة.
ومما يؤسف له أن أمثال هذه التعاليم الإسلامية قد نسيت اليوم، واستبدلت حالة الوحدة والتراص في مجتمعنا الإسلامي بحالة من التشتت والتمزق، وأصبحت صفوفنا شتى، وكل منها ينهش الآخر حتى أدى إلى تآكل قوانا وتفرق جمعنا.
إن وحدة الصف ليست شعارا إعلاميا، إنها تحتاج إلى وحدة العقيدة والتصورات والأهداف.. وهذا ما يحتاج بالضرورة إلى خلوص النوايا والالتزام بالمفاهيم القرآنية العظيمة، واعتماد التربية الإلهية في السلوك والمنهج العلمي السليم.
وإذا كان البارئ عز وجل يعلن حبه للمجاهدين المتراصين الذين يشكلون وحدة متماسكة، فإنه سبحانه في نفس الوقت يعلن سخطه وغضبه على الجموع المسلمة إذا كانت متمزقة ومشتتة ونتيجته هو ما نراه الآن متجسدا في تسلط مجموعة صغيرة من الصهاينة على أرضنا الإسلامية وعددنا يربو على المليار