وقال المقاتلان: بينا رسول الله يخطب يوم الجمعة إذ قدم دحية بن خليفة بن فروة الكلبي ثم أخذ بني الخزرج ثم أخذ بني زيد بن مناة من الشام بتجارة وكان إذا قدم لم يبق بالمدينة عاتق إلا أتته وكان يقدم إذا قدم بكل ما يحتاج إليه من دقيق أو بر أو غيره فينزل عند " أحجار الزيت "، وهو مكان في سوق المدينة ثم يضرب بالطبل ليؤذن الناس بقدومه فيخرج إليه الناس ليتبايعوا معه فقدم ذات جمعة وكان ذلك قبل أن يسلم ورسول الله قائم على المنبر يخطب فخرج الناس فلم يبق في المسجد إلا إثنا عشر رجلا وامرأة فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لولا هؤلاء لسومت عليهم الحجارة من السماء وأنزل الله هذه الآية (1).
2 التفسير 3 أكبر تجمع عبادي سياسي أسبوعي:
كانت الأبحاث السابقة تدور حول مسألة التوحيد والنبوة والمعاد، وكذلك ذم اليهود عبيد الدنيا، بينما انصب الحديث في الآيات مورد البحث على الركائز الإسلامية المهمة التي تؤثر كثيرا على استقرار أساس الإيمان، وتمثل الهدف الأساس للسورة، وهي صلاة الجمعة وبعض الأحكام المتعلقة بها.
ففي البداية يخاطب الله تعالى المسلمين جميعا بقوله: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون.
" نودي " من مادة (نداء) وهي هنا بمعنى الأذان إذ لا نداء للصلاة غير الأذان.
وجاء في الآية (58) من سورة المائدة وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون.