الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٨ - الصفحة ٥١٣
إلا أن الغالبية فسروه بالماء الجاري.
وبالرغم من أن الماء الصالح للشرب لا ينحصر بالماء الجاري، إلا أنه مما لا شك فيه أن الماء الجاري يمثل أفضل أنواع ماء الشرب، سواء كان من العيون أو الأنهار أو القنوات أو الآبار المتدفقة..
ونقل بعض المفسرين أن أحد الكفار عندما سمع قوله تعالى: قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين قال: (رجال شداد ومعاول حداد) وعند نومه ليلا نزل الماء الأسود في عينيه، وفي هذه الأثناء سمع من يقول: إئتي بالرجال الشداد والمعاول الحداد ليخرجوا الماء من عينيك.
ومن الواضح أنه في حالة عدم وجود القشرة الصلبة وغير القابلة للنفوذ، فإنه لا يستطيع أي إنسان قوي ولا أي معول حاد أن يستخرج شيئا من الماء (1).
* * * تعقيب جاء في الروايات عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أن المراد من الآية الأخيرة من هذه السورة هو ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) وعدله الذي سيعم العالم.
فقد جاء في حديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: " نزلت في الإمام القائم (عليه السلام)، يقول: إن أصبح إمامكم غائبا عنكم، لا تدرون أين هو؟ فمن يأتيكم بإمام ظاهر يأتيكم بأخبار السماوات والأرض، وحلال الله وحرامه؟ ثم قال: والله ما جاء تأويل هذه الآية، ولابد أن يجئ تأويلها " (2).
والروايات في هذا المجال كثيرة، ومما يجدر الانتباه له أن هذه الروايات هي من باب (التطبيق).

1 - أبو الفتوح الرازي، ج 11، ص 219.
2 - نور الثقلين، ج 5، ص 387.
(٥١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 508 509 510 511 512 513 514 515 517 518 519 ... » »»
الفهرست