يكون إبقاؤهن عن طريق صيغة عقد جديدة، ولكن هذا المعنى بعيد جدا عن سياق ومفهوم الآية.
على أي حال فإن هذه الآية تطرح أهم الأواصر المرتبطة بالحياة الزوجية وأكثرها نضجا، وهي: إما أن يعيش الرجل مع المرأة بإحسان ومعروف وتوافق، أو أن ينفصلا بإحسان.
فالانفصال ينبغي أن يتم بعيدا عن الهياج والعربدة، وعلى أصول صحيحة، ويجب أن تحفظ فيه الحقوق واللياقات لكي تكون أرضية صالحة ومهيأة للعودة والرجوع إذا ما قررا الرجوع إلى الحياة المشتركة فيما بعد، فإن العودة إذا تمت في جو مظلم ملبد بالخلافات والتعديات، فسوف لا تكون عودة موفقة تستطيع الاستمرار مدة طويلة. هذا إضافة إلى أن الانفصال بالطريقة غير اللائقة قد يترك آثارا، ليس فقط على الزوج والزوجة، وإنما قد تتعدى إلى عشيرة وأقرباء كل منهما، وتقطع طريق المساعدة لهما في المستقبل.
ومن اللطيف حقا أن تحاط كل الصداقات والعلاقات المشتركة بين الناس بجو من الإحسان والاحترام المتبادل للحقوق والشعور بالمسؤولية، وحتى لو وقع الطلاق فيجب أن يتم أيضا بإحسان ودون مشاكل، فإن ذلك يعتبر بحد ذاته نوعا من الانتصار والموفقية لكلا الطرفين.
ويتضح مما سبق أن (الإمساك بالمعروف والطلاق بالمعروف) له معنى واسع يشمل جميع الواجبات والمستحبات والآداب والأخلاق التي تقتضيها تلك العلاقة.
ثم يذكر القرآن الكريم الحكم الثاني حيث يقول: وأشهدوا ذوي عدل منكم.
وذلك لكي لا يستطيع أحد أن ينكر في المستقبل ما جرى.
وبعض المفسرين احتمل الإشهاد لكلا الأمرين: الطلاق والرجوع، غير أن