البداية جانب محدود ومؤقت بالرغم من أن الناس أحيانا لا يعلمون بذلك ويتصورونه بصورة دائمة.
3 3 - هل الالتزام بالصدقة فضيلة؟
مما لا شك فيه أن الإمام علي (عليه السلام) لم يكن من طائفة الأغنياء من أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث البساطة في حياته وزهده في عيشه، ومع هذا الحال واحتراما للحكم الإلهي، تصدق في تلك الفترة القصيرة - ولمرات عديدة، وناجى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذه المسألة واضحة ومسلمة بين المفسرين وأصحاب الحديث كما أسلفنا.
إلا أن البعض - مع قبول هذا الموضوع - يصرون على عدم اعتبار ذلك فضيلة وحجتهم في ذلك أن كبار الصحابة عندما أحجموا عن هذا العمل فذلك لأنهم لم تكن لهم حاجة عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو لم يكن لديهم وقت كاف، أو أنهم كانوا يفكرون بعدم إحراج الفقراء.. وبناء على هذا فإنها لا تحسب فضيلة للإمام علي، أو أنها لا تسلب فضيلة من الآخرين (1).
ويبدو أنهم لم يدققوا في متن الآية التالية حيث يقول سبحانه موبخا:
أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات حتى أنه سبحانه يعبر في نهاية الآية بالتوبة، والتي ظاهرها دال على هذا المعنى، ويتضح من هذا التعبير أن الإقدام على الصدقة والنجوى مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت عملا حسنا، وإلا فلا ملامة ولا توبة.
وبدون شك فإن قسما من أصحاب الرسول المعروفين قبل هذا الحادث كانت لهم نجوى مع الرسول (لأن الأفراد العاديين والبعيدين قلما احتاجوا إلى