مقارنة، للوصول إلى الحقيقة.
وتماشيا مع هذا المنهج وبعد استعراض النهاية المؤلمة ل (أصحاب الجنة) في الآيات السابقة، يستعرض البارئ عز وجل حالة المتقين فيقول: إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم.
" جنات " من (الجنة) حيث كل نعمة متصورة على أفضل صورة لها تكون هناك، بالإضافة إلى النعم التي لم تخطر على البال.
ولأن قسما من المشركين والمترفين كانوا يدعون علو المقام وسموه في يوم القيامة كما هو عليه في الدنيا، لذا فإن الله يوبخهم على هذا الادعاء بشدة في الآية اللاحقة. بل يحاكمهم فيقول: أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون.
هل يمكن أن يصدق إنسان عاقل أن عاقبة العادل والظالم، المطيع والمجرم، المؤثر والمستأثر واحدة ومتساوية؟ خاصة عندما تكون المسألة عند إله جعل كل مجازاته ومكافئاته وفق حساب دقيق وبرنامج حكيم.
وتستعرض الآية (50) من سورة فصلت موقف هؤلاء الأشخاص المماثل لما تقدم، حيث يقول تعالى: ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي، وما أظن الساعة قائمة، ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى.
نعم، إن الفئة المغرورة المقتنعة بتصرفاتها الراضية عن نفسها.. تعبر أن الدنيا والآخرة خاصة بها وملك لها.
ثم يضيف تعالى أنه لو لم يحكم العقل بما تدعون، فهل لديكم دليل نقلي ورد في كتبكم يؤيد ما تزعمون: أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون (1) أي ما اخترتم من الرأي..