وبعبارة أخرى فإن ظاهر الآية مرتبط بالماء الجاري، والذي هو علة حياة الموجودات الحية. أما باطن الآية فإنه يرتبط بوجود الإمام (عليه السلام) وعلمه وعدالته التي تشمل العالم، والتي هي الأخرى تكون سببا لحياة وسعادة المجتمع الإنساني.
ولقد ذكرنا مرات عدة أن للآيات القرآنية معاني متعددة، حيث لها معنى باطن وظاهر، إلا أن فهم باطن الآيات غير ممكن إلا للرسول والإمام المعصوم، ولا يحق لأي أحد أن يطرح تفسيرا ما لباطن الآيات. وما نستعرضه هنا مرتبط بظاهر الآيات، أما ما يرتبط بباطن الآيات فعلينا أن نأخذه من المعصومين (عليهم السلام) فقط.
لقد بدأت سورة الملك بحاكمية الله ومالكيته تعالى، وانتهت برحمانيته، والتي هي الأخرى فرع من حاكميته ومالكيته سبحانه، وبهذا فإن بدايتها ونهايتها منسجمتان تماما.
اللهم، أدخلنا في رحمتك العامة والخاصة، وأرو ظمآنا من كوثر ولاية أولياءك.
ربنا، عجل لنا ظهور عين ماء الحياة الإمام المهدي، واطفئ عطشنا بنور جماله..
ربنا، ارزقنا اذنا صاغية وعينا بصيرة وعقلا كاملا، فاقشع عن قلوبنا حجب الأنانية والغرور لنرى الحقائق كما هي، ونسلك إليك على الصراط المستقيم بخطوات محكمة وقامة منتصبة..
آمين رب العالمين نهاية سورة الملك * * *