بدليل أن أي إنسان لم ينشأ في محيط مسيحي ولم يترب منذ طفولته على هذه التعليمات الوهمية الخاطئة عندما يسمع هذه التعابير المنافية للفطرة الإنسانية والمخالفة لما يحكم به العقل البشري، يشعر بالسخط والاشمئزاز، وإذا كان المسيحيون أنفسهم لا يرون بأسا في كلمات مثل " الله الأب " و " الله الابن " فما ذلك إلا لأنهم جبلوا على هذه التعاليم الخاطئة منذ نعومة أظفارهم.
5 - لوحظ في السنين الأخيرة أن جماعة من المبشرين المسيحيين يلجؤون إلى أمثلة سفسطائية من أجل خداع الجهلاء من الناس في قبول قضية التثليث.
من هذه الأمثلة قولهم أن اجتماع التوحيد والتثليث معا يمكن تشبيهه بقرص الشمس والنور والحرارة النابعتين من هذا القرص، حيث أنها ثلاثة أشياء في شئ واحد.
أو تشبيههم ذلك بانعكاس صورة إنسان في ثلاث مرايا في آن واحد، فهذا الإنسان مع كونه واحدا إلا أنه يظهر وكأنه ثلاثة في المرايا الثلاث.
كما يشبهون التثليث بالمثلث الذي له ثلاث زوايا من الخارج، ويقولون بأن هذه الزوايا لو مدت من الدخل لوصلت كلها إلى نقطة واحدة؟!
لكننا بالتعمق قليلا في هذه الأمثلة يتبين لنا أن لا صلة لها بموضوع بحثنا الحاضر، فقرص الشمس شئ ونورها شئ آخر والنور الذي يتكون من الأشعة فوق الحمراء يختلف عن الحرارة التي تتكون من الأشعة دون الحمراء، وهذه الأشياء الثلاثة تختلف الواحدة منها عن الأخرى من حيث النظرة العلمية، وهي ليست بمجموعها شيئا واحدا من خلال هذه النظرة.
وإذا صح القول بأن هذه الأشياء الثلاثة شئ واحد، إنما يكون ذلك من باب التسامح أو التعبير المجازي ليس إلا.
والأوضح من ذلك مثال الجسم والمرايا الثلاث، فالصورة الموجودة في المرايا عن الجسم ليست إلا انعكاسا للنور، وبديهي أن انعكاس النور عن جسم