الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٧
الإنسان فلعله كان قد أسلم حقيقة.
عند ذلك نزلت الآية المذكورة فحذرت المسلمين من أن تكون الغنائم الحربية أو أمثالها سببا في رفض إسلام من يظهر الإسلام، مؤكدة ضرورة قبول إسلام مثل هذا الإنسان.
2 التفسير بعد أن وردت التأكيدات اللازمة - في الآيات السابقة - فيما يخص حماية أرواح الأبرياء، ورد في هذه الآية أمر احترازي يدعو إلى حماية أرواح الأبرياء الذين قد يعرضون إلى الاتهام من قبل الآخرين، إذ تقول: يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ....
تأمر هذه الآية المسلمين أن يستقبلوا - بكل رحابة صدر - أولئك الذين يظهرون الإسلام وأن يتجنبوا إساءة الظن بإيمان أو إسلام هؤلاء، وتؤكد الآية بعد ذلك محذرة وناهية عن أن تكون نعم الدنيا الزائلة سببا في اتهام أفراد أظهروا الإسلام، أو قتلهم على أنهم من الأعداء والاستيلاء على أموالهم، إذ تقول الآية:
... تبتغون عرض الحياة الدنيا... (1). وتؤكد على أن النعم الخالدة القيمة هي عند الله بقوله:... فعند الله مغانم كثيرة.
وتشير الآية أيضا إلى حروب الجاهلية التي كانت تنشب بدوافع مادية مثل السلب والنهب فتقول:... كذلك كنتم من قبل... (2) وتضيف - # مخاطبة المسلمين - أنهم في ظل الإسلام ولطف الله وكرمه وفضله قد نجوا من ذلك

1 - العرض كلمة على وزن (مرض) وتعني كل شئ زائل لا دوام له، وعلى هذا الأساس فإن " عرض الحياة الدنيا " معناه رؤوس الأموال الدنيوية التي يكون مصير جميعها إلى الزوال والفناء لا محالة.
2 - وقد ورد في تفسير هذه الآية احتمال آخر، هو أنها تخاطب المسلمين بأنهم كان لهم نفس الحالة عند إسلامهم، أي أنهم أقروا بالإسلام بألسنتهم وقبل منهم إسلامهم، وفي حين لم يكن أحد غير الله يعلم بما يخفونه في سرائرهم.
(٣٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»
الفهرست