قال: فأنت لا تحسن تقيس رأسك فكيف تقيس الحلال والحرام قال يا بن رسول الله اخبرني ما هو؟ قال إن الله عز وجل جعل الاذنين مرتين لئلا يدخلهما شئ الا مات، ولولا ذلك لقتل ابن آدم الهوام، وجعل الشفتين عذبتين ليجد ابن آدم طعم الحلو والمر وجعل العينين مالحتين لأنهما شحمتان ولولا ملوحتهما لذابتا، وجعل الانف بادرا سائلا لئلا يدع في الرأس داء الا أخرجه، ولولا ذلك لثقل الدماغ وتدود.
20 - وباسناده إلى ابن شبرمة قال: دخلت انا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد عليهما السلام فقال لأبي حنيفة: اتق الله ولا تقس الدين برأيك، فان أول من قاس إبليس أمره الله عز وجل بالسجود لآدم فقال: انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
21 - وباسناده إلى ابن أبي ليلى قال: دخلت انا والنعمان على جعفر بن محمد عليهما السلام فرحب بنا وقال: يا بن أبي ليلى من هذا الرجل، فقلت: جعلت فداك هذا رجل من أهل الكوفة له رأي ونظر ونقاد، قال: فلعله الذي يقيس الأشياء برأيه؟ ثم قال: يا نعمان إياك والقياس فان أبي حدثني عن آبائه ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من قاس شيئا في الدين برأيه قرنه الله مع إبليس في النار، فإنه أول من قاس حين قال: " خلقتني من نار وخلقته من طين " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
22 - وباسناده إلى أبي زهير شبيب بن انس عن بعض أصحاب أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لأبي حنيفة: يا أبا حنيفة إذا ورد عليك شئ ليس في كتاب الله ولم تأت به الآثار والسنة كيف تصنع؟ قال: أصلحك الله أقيس واعمل فيه برأيي، قال:
يا أبا حنيفة ان أول من قاس إبليس الملعون قاس على ربنا تبارك وتعالى فقال: " انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين " فسكت أبو حنيفة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
23 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن يقطين عن الحسين بن صباح عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن إبليس قاس نفسه بآدم فقال: " خلقتني من نار وخلقته من طين " فلو قاس الجوهر الذي خلق منه آدم